3isam46
02-07-2012, 04:45 PM
بحث عن الطب , عناصر الرعاية الطبية, العلاج , الوقاية , الرعاية الصحية المنظمة
بحث عن الطب - عناصر الرعاية الطبية - العلاج - الوقاية - توفير الرعاية الطبية
عناصر الرعاية الطبية
التشخيص
العلاج
الوقاية
توفير الرعاية الطبية
دور الطبيب
دور العاملين الطبيين
أين تقدم الرعاية الطبية
في غرفة عمليات الطبيب
في المستشفيات
في العيادات
في دور رعاية المسنين
في المنزل
تحسين نوعية الرعاية الطبية
دور المنظمـات الطبيـة
الصحة للجميع
دور الأبحاث الطبية
التعليم الطبي
التخصصات
تعزيز الرعاية الصحية
توفير الدعم التقني
الرعاية الصحية المنظمة
نبذة تاريخية
أصول في الشرق الأوسط
الصين والهند
اليونان وروما
الطب عند العرب
أوروبا العصور الوسطى
النهضة الأوروبية
بدايات البحث الحديث
تطور علم المناعة
اكتشاف أول مخدر
الدراسة العلمية للمرض
إدخال الجراحة بالتعقيم
الثورة الطبية
تطورات تقنية أخرى
قضايا قانونية وأخلاقية
مشكلات البحث
تحديات علم الوراثة
الرعاية الطبية توفرها نوعية من أناس مدربين تدريبًا خاصًا. يأخذ الأطباء على عاتقهم علاج المريض. ويساعد عاملون آخرون مدربون في تقديم الرعاية الصحية.
الطِّـبّ علم وفن يُعنى بدراسة الأمراض ومعالجتها والوقاية منها؛ فهو علم لأنه مبني على المعرفة المكتسبة من خلال الدراسة والتجريب الدقيق، وفن لأنه يعتمد على كيفية تطبيق الأطباء البارعين والعاملين الآخرين في مجال الطب هذه المعرفة، حينما يتعاملون مع المرضى. وتشمل أهداف الطب إنقاذ الأرواح وعلاج المرضى؛ ولهذا السبب، اعتُبر الطب منذ أمد بعيد من أكثر المهن احترامًا. ويقضي الكثير من الآلاف من الرجال والنساء العاملين في مهنة الطب حياتهم من أجل العناية بالمرضى. فحينما تقع كارثة، فإن عمال المستشفى يندفعون مسرعين لمساعدة المصابين. ويضاعف الأطباء والممرضات مجهوداتهم، عند الإنذار بانتشار الأمراض الوبائية حتى يمنعوا انتشار المرض. وينقب الباحثون في مهنة الطب دائمًا عن وسائل أفضل لمكافحة المرض.
ظل البشر يعانون من المرض منذ بداية ظهور الخليقة، وذلك قبل 2,5 مليون عام تقريبًا. وقد تعرفوا خلال هذا الزمن على القليل من عمل الجسم البشري أو مسببات المرض. واعتمد العلاج بدرجة كبيرة على الخرافة والتخمين، بيد أن الطب قد حقق تقدمًا علميًا هائلاً إبّان المائة سنة الماضية. واليوم فإنه من الممكن ـ بإذن الله ـ شفاء ومنع مئات الأمراض والسيطرة عليها، من الحصبة وشلل الأطفال إلى الدرن والحمَّى الصفراء. لقد جلبت الأدوية والعلاجات والعمليات الجراحية الحديثة الآمال إلى العديد من المرضى. ونتيجة للتقدم الطبي وعوامل أخرى، مثل تحسن التغذية وتدابير حفظ الصحة العامة وظروف المعيشة؛ فإنه من المتوقع أن يعمِّر الناس الآن أكثر من الماضي. وفي عام 1900م، لم يكن أكثر الناس يعيشون أكثر من 50 عاما، أما اليوم فإن الناس في بعض أنحاء العالم يعُمِّرون حوالي 75 سنة في المتوسط.
ونظرًا لأن الطب قد أصبح أكثر تطورًا من الناحية العلمية، فإنه قد صار أكثر تعقيدًا أيضًا. ففي الماضي كان الأطباء يعتنون بالمرضى، في كثير من الحالات بدون مساعدة، وكان المرضى يتلقون العلاج لمعظم أنواع المرض في المنزل، وكان القليلون يذهبون إلى المستشفى. واليوم لم يعد الأطباء يعملون بمفردهم. فهم، عوضًا عن ذلك يقودون فريقًا طبيًا يتألف من فريق التمريض.ويتعذر تقديم الرعاية المقدمة من أمثال هذا الفريق بالمنزل. فلقد أصبحت المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات المراكز الرئيسية للرعاية الطبية في معظم الدول.
وتعتبر الرعاية الطبية في الغالب جزءًا من المجال الواسع للرعاية الصحية. فبالإضافة إلى الرعاية الطبية، تشمل الرعاية الصحية خدمات يقدمها أطباء الأسنان، والاختصاصيون النفسيون السريريون، وفنيون آخرون في مختلف مجالات الصحة البدنية والعقلية. وتتناول هذه المقالة أساسًا نمط الخدمات المقدمة من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الآخرين. وتوجد معلومات عن أنماط أخرى من الرعاية الصحية في مقالات مستقلة في الموسوعة العربية العالمية. انظر: علم النفس السريري؛ طب الأسنان؛ قياس البصر؛ معالجة أمراض القدم.
عناصر الرعاية الطبية
تتألف الرعاية الطبية من ثلاثة عناصر رئيسية: 1- التشخيص أو التعرف على المرض أو الإصابة. 2-علاج المرض أو الإصابة. 3-الارتقاء بالصحة ومنع المرض.
بعض الأدوات الأساسية في الطب. يستخدم الطبيب المعدات المبينة عاليه في إجراء الفحوصات الطبية.
كثير من التصميمات التقنية تساعد الأطباء في مكافحة المرض. يراقب هؤلاء الأطباء صور الأشعة السينية على شبكة تلفازية مغلقة.
التشخيص. تتطلب كل مشكلة صحية، على درجة من الخطورة، اهتمامًا طبيًا، وتحتاج إلى تشخيص. ويستخدم الطبيب أدوات ومهارات للمساعدة على التعرف على المرض أو التلف الذي لحق بالمريض. يمد المرضى الطبيب بالتاريخ الطبي، وذلك بالإجابة عن أسئلة تتعلق بالحالة العامة للمريض وبالأمراض السابقة. وقد يسأل الطبيب أسئلة خاصة تتعلق بالعلة المشتبه فيها.
وحينما يجري الطبيب فحصًا ما، فإنه يبحث عن علامات المرض البدنية. يستخدم الأطباء أيضا أيديهم في الضغط على الأعضاء الموجودة تحت الجلد وجسها؛ للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الشكل أو الحجم، أو للتعرف على صلابة أو لين غير عادي، كما يدقون على الصدر، لينصتوا إلى الأصوات الصادرة من المرض الرئوي. وتعطي بعض الأدوات البسيطة أنماطًا أخرى من المعلومات. فسماعة الطبيب تضخم الصوت الصادر من القلب والرئتين، ويعطي منظار الأذن مجال رؤية واضحًا لقناة الأذن وطبلة الأذن، أما منظار العين فإنه يمكن الطبيب من فحص قاع العين.
وبعد معرفة التاريخ وإجراء الفحص الطبي، يقرر الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة. يمكن إجراء اختبارات بسيطة في مركز جراحي أو صحي. وترسل عينات من الدم أو البول أو ماسحات من الحلق إلى المختبر من أجل المزيد من التحاليل العلمية. وتساعد المختبرات الطبية في التشخيص، وذلك بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية على سوائل الجسم وأنسجته.
وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى مشاهدة الجسم من الداخل. فاستخدام الماسحات فوق الصوتية، يعكس موجات فوق صوتية تنتج صورًا. أما أجهزة الأشعة السينية، بما فيها ماسحات التصوير المقطعي الحاسوبي، فإنها تستخدم الأشعة السينية؛ لأنها تمر عبر المادة. ويعتبر تنظير الباطن، باستخدام أنبوب مرن مزود بمصدر ليفي بصري خاص للإضاءة، وسيلة لرؤية الأعضاء الداخلية مباشرة وهو ما يُعرف بالمنظار الداخلي.
ويستخدم الأطباء المعلومات المناسبة من التاريخ والفحص ونتائج الاختبارات، في تحديد التشخيص النهائي. ويتعامل الأطباء العموميون مع الأمراض الأكثر شيوعا، أما خبرة الأطباء المتخصصين فإنه يحتاج إليها في تشخيص الحالات النادرة.
فريق جراحي يترأسه جراح بارع يضم مساعدي جراحة، وأطباء تخدير، وممرضات وفنيين طبيين. يقوم الفريق بإجراء عملية قلب مفتوح. يعتمد معظم الأطباء على هذا الفريق لمعاونتهم في رعاية مرضاهم.
العلاج. يشفى الناس عادة من الأمراض والإصابات الصغرى بدون علاج خاص. وفي هذه الحالات قد يُطمئن الأطباء مرضاهم ببساطة، ويدعون الجسم يلتئم من تلقاء نفسه، ولكن الأمراض الخطيرة بوجه عام تتطلب علاجًا خاصًا. وفي هذه الحالات قد يصف طبيب ما أدوية أو جراحة أو علاجًا آخر.
وقد اعتُبرت الأدوية والجراحة لآلاف السنين اثنتين من الطرق الرئيسية لعلاج المرض.
وقد جعلت الاكتشافات التي حدثت في سنوات القرن التاسع عشر الجراحة أكثر أمانًا. ومهد التخدير والنظرية الجرثومية للمرض والتطهير السبل لتطوير العمليات المعقدة.
وكان هناك اكتشافات في الطب أيضًا، شملت مضادات الميكروبات التي تُستخدم في علاج الأمراض المعدية، والإنسولين الذي يُستخدم في علاج مرض السكري، كما ساعد اكتشاف علاجات، مثل العلاج بالحقن الوريدية، في إنقاذ الأرواح.
وتقوي الأدوية والأجهزة الطبية الأعضاء التالفة أو الفاشلة، بما فيها القلب والرئتين والكبد والكُلى والأمعاء. وأفادت تقنيات مختلفة مثل الإشعاع المؤيِّن والعلاج الكيميائي وأشعة الليزر والموجات الصوتية والهندسة الوراثية في علاج بعض الأمراض مثل السرطان.
الوقاية. يساعد الأطباء في الارتقاء بالصحة ومنع المرض بطرق مختلفة. فهم على سبيل المثال، يعطون اللقاحات للوقاية من أمراض مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد والحصبة، وقد يأمرون بتناول غذاء خاص أو دواء لتقوية أو مساعدة وسائل الدفاع الطبيعية ضد المرض. ويستطيع الأطباء الحد من خطورة أمراض كثيرة بتشخيصها وعلاجها في مراحلها المبكرة. ولذا، يوصي معظم الأطباء بإجراء فحوصات جسمانية عامة بصفة منتظمة. كما يوصي الأطباء المرضى بتناول غذاء متوازن، والحصول على قدر كاف من الراحة والتمرين البدني. قد تفيد برامج الكشف المسحي في تشخيص الأمراض الشائعة مثل الدرن، كما تستخدم في الأمراض التي تحمل خطرًا جسيمًا يؤدي إلى الموت. وهي تُستخدم للمجموعات المعرَّضة خاصة لخطر الإصابة بالأمراض. فالنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و65 سنة، والنساء الصغيرات اللائي ترتفع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي في محيط أسرهن، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. انظر: المرض.
وتساعد الحكومات المحلية في الوقاية من المرض، بالتأكيد على إجراءات الصحة العامة، حيث تتأكد مثلاً من أن المجتمع لديه ماء نقي وجهاز للتخلص من النفايات ومياه المجاري.
توفير الرعاية الطبية
العاملون بالرعاية الصحية يقدمون خدمات طبية معينة، تشمل فحوصات بدنية منتظمة لمريض مسن.
يتوفر لمعظم الناس في الدول الصناعية رعاية طبية عالية المستوى، حينما يحتاجون إليها. وتشمل هذه الدول أستراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان والولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية. وتفتقر بعض الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى الإمكانات الكافية لرعاية طبية عالية المستوى. فبعض هذه الدول لديها طبيب واحد لكل 20,000 إلى 60,000 نسمة، بينما يوجد في بعض الدول الصناعية طبيب واحد لكل 450 نسمة.
وفي حالة المرض أو الإصابة، يحتاج الناس في بادئ الأمر، إلى من يشخص حالتهم ويصف أو يعطي لهم العلاج الضروري. ويطلق على هذا النمط من الرعاية الصحية الأساسية اسم الرعاية الطبية الأولية ويقوم به أطباء مثل الأطباء العموميين الذين يتوجه الناس إليهم مباشرة دون الحاجة إلى استشارة طبيب آخر أو عام في الحقل الطبي. وإذا كانت الحالة معقدة أو خطيرة، فإن الشخص الذي يقوم بالرعاية الطبية الأولية يحول المريض إلى طبيب ما أو مستشفى أو مؤسسة أخرى تقدم له رعاية متميزة.
يبين الجدول عدد الأطباء في بعض دول العالم وعددهم لكل 100,000 نسمة
الدولــة عدد الأطباء عدد الأطباء لكل 100,000الدولــة
آســـــــيا
أفغانستان 2,860 16
إندونيسيا 22,243 12
باكستان 17,055 52
بنغلادش 21,319 18
تركمانستان 14,165 353
تركــيا 61,158 103
سنغافورة 4,301 147
الصين 1,372,471 51
العراق 9,922 51
الفلبين 7,107 11
فلسطين المحتلة 24,100 459
المملكة العربية السعودية 28,969 166
الهنــد 424,524 48
اليابان 219,704 177
إفريـقــيا
إثيوبيــا 2,214 4
الجزائـر 22,202 83
جنوب إفريقيا 22,908 59
السودان 2,736 10
كينـــيا 3,554 15
مصـــر 127,121 202
المغـرب 9,006 34
نيجيريا 21,325 21
أمريكا الشمالية والجنوبية
الأرجنتين 87,226 268
البرازيل 20,2541 134
كنـــدا 61,418 221
كوبـــا 55,395 518
كولومبيا 35,640 105
الولايات المتحدة 612,314 245
أوروبا
أسبـانيا 157,887 400
ألمانـــيا 258,023 319
تشيكيا 30,185 293
سويسرا 21,021 301
فرنســا 160,982 280
الـمجـر 34,283 337
المملكة المتحدة 94,955 164
النمـسا 25,701 327
اليونـان 40,150 387
دول أوقيانوسيا
أستراليــا 40,190 227
نيوزيلندا 7,521 210
الأرقام لعام 1993م .
المصدر: مصادر منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
دور الطبيب. يكتب الأطباء معلومات تفصيلية عن جسم الإنسان، كما أنهم مدربون تدريبًا خاصًا على تشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه. من أجل هذا السبب، فإنهم مسؤولون عن اتخاذ كل القرارات الحاسمة الخاصة بحالة المريض.
وفيما يتعلق برعاية المرضى، يمكن تقسيم الأطباء الذين يقومون بالرعاية الطبية إلى مجموعتين أساسيتين: 1- أطباء عموميون. 2- أطباء اختصاصيون.
الأطباء العموميون يوفرون الرعـاية الطـبية الأوليـة فقـط، ولكنهم يعالجون نوعيات كثيرة من الأمراض، وهم يوفرون الرعاية لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن عمره.
الأطباء الاختصاصيون في الماضي، كان معظم الأطباء أطباء عموميين، بيد أن المعرفة الطبية قد نمت نموًا سريعًا إبان القرن العشرين؛ حيث يتعذر وجود طبيب يستطيع الوقوف على كل تقدم مهم. ونتيجة لذلك، فإن معظم الأطباء في الوقت الراهن يتخصصون في مجالات طبية خاصة، فاختصاصيو الأعصاب، مثلا، يتخصصون في أمراض الجهاز العصبي، ويتخصص أطباء الأطفال في أمراض الأطفال. ويقدِّم القسم الخاص بتحسين نوعية الرعاية الطبية (التخصصات) وصفًا للتخصصات الطبية الأساسية.
وقد أدى التقدم في مجالي الطب والتقنية إلى تزايد التخصصات الطبية. فالمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، بوجه خاص، يُعالجون علاجًا أكثر فعالية من علاج الماضي، ولكن مع الكثرة المتزايدة من الأطباء الاختصاصيين فقد قلّ ـ في المقابل ـ عدد الأطباء العاملين بالعيادات الأولية.
دور العاملين الطبيين. لايستطيع الأطباء القيام بعملهم دون مساعدة الكثير من المهنيين البارعين الآخرين. فالممرضات، مثلا، يعملن جنبًا إلى جنب مع الأطباء في العيادات والمستشفيات والمراكز الطبية، كما تقدم الممرضات خدمات كثيرة للمرضى دون الاعتماد على الأطباء. ويقوم الصيادلة بتجهيز الوصفات الدوائية. وتقوم نوعيات مختلفة من المعالجين بإجراء علاج خاص حسب تعليمات الطبيب. ويقدم عاملون آخرون بارعون خدمات في العيادات والمختبرات الطبية وأقسام الأشعة السينية وغرف العمليات. وهذه المقالة سوف تقدم وصفًا لوظائف الأنماط المختلفة من العاملين في المجال الطبي.
أين تقدم الرعاية الطبية
في غرفة عمليات الطبيب. يمارس كثير من الأطباء المعنيين بالرعاية الطبية الأولية جراحات طبية أساسية؛ فهم يفحصون المرضى في عياداتهم، ويمدونهم بأنواع محددة من العلاج.
ويمارس أطباء الرعاية الأولية مهنتهم، إما بمفردهم أو بصحبة مجموعة من الأطباء، حيث يقتسم طبيبان أو أكثر العيادة نفسها والأجهزة والمستخدمين، ولذلك فإن العمل في مجموعة الأطباء يخفض من الأعباء المالية التي يتكبدها كل طبيب، وهي تمكن الأطباء من تقديم خدمات أكثر تحت سقف واحد.
المستشفى الحديث يقدم خدمات كثيرة غير متاحة في أي مكان آخر. ويقوم هؤلاء الأطباء بإجراء عملية جراحية عاجلة لضحية حادث مروري.
في المستشفيات. تقدم المستشفيات خدمات غير متوفرة في أي مكان آخر، حيث يلقى المرضى عناية متواصلة لمدة 24 ساعة من طاقم من الأطباء والممرضات وعاملين آخرين بارعين يعملون بصفة مستمرة. تقدم المستشفيات التعليمية ـ حيث تجري هناك كثير من الأبحاث والتعليم الطبي ـ أكثر الرعايات تقدمًا. ويتوفر لكثير من المستشفيات وحدات عناية مركزة، وتُستخدم أجهزة مراقبة إلكترونية لملاحظة المرضى المصابين بأمراض خطيرة بصفة مستمرة. وهذه الوحدات مجهزة أيضا بأجهزة ذات كفاءة تقنية عالية لإنقاذ المرضى.
لمعلومات أكثر عن الأنماط المختلفة من المستشفيات والخدمات التي تقدمها. انظر : المستشفى.
في العيادات. تقدم العيادات رعاية طبية أولية لمرضى العيادات الخارجية ـ وهم المرضى غير النزلاء بالمستشفى. وتعد بعض العيادات جزءًا من المستشفى. وتُدار عيادات أخرى بأطباء يعملون في مجموعة أو تديرها منظمات من المجتمع. ويشمل طاقم بعض العيادات كلاً من الاختصاصيين والأطباء العموميين، وتضم عيادات أخرى اختصاصيين فقط. يتوفر لبعض المجتمعات أنماط محددة من العيادات التخصصية، مثل تلك التي تشخص وتعالج مرض السكري أو الأمراض النفسية أو الجنسية.
في دور رعاية المسنين. تضم كثير من دور رعاية المسنين ـ بين هيئة العاملين بها ـ ممرضات محترفات. وهن يستقبلن المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية لمدة 24 ساعة متواصلة، والذين لاتستدعي حالاتهم الإقامة بالمستشفى. ويزور الأطباء المرضى بصفة منتظمة. ويُمتلك الكثير من دور رعاية المسنين ملكية خاصة.
في المنزل. يحتاج بعض المرضى إلى عناية طبية مستمرة. وهي مختلفة عن الرعاية المتواصلة، التي تُعطى لمدة 24 ساعة في المستشفيات أو بيوت التمريض. وتتكفل مختلف وكالات الخدمات الصحية والسلطات المحلية وبعض المستشفيات بتقديم برامج رعاية منزلية لهؤلاء الناس. وتقدم البرامج أنماطًا محددة من العلاج والرعاية التمريضية.
تحسين نوعية الرعاية الطبية
توفير الرعاية الطبية في الدول النامية يتطلب التغلب على مشكلة المسافات الشاسعة والنقص في الأطباء. ينتقل الفريق الطبي الذي يظهر على اليمين إلى مناطق نائية في بورنيو بوساطة طائرة مروحية. وعلى اليسار عامل طبي مدرب تدريبًا خاصًا يجري اختبارًا للملاريا في الكاميرون.
دور المنظمـات الطبيـة. يقـوم عدد مـن المنظمات الوطنيـة والدوليـة بتحســين نوعيـة الرعاية الطبية. وتشجع هــذه المنظمات التعليــم الطـبي والبحوث، وتســاعد على توحيد مقاييس الممـارسة الطبية، كمــا تقوي قواعـد السلوك المهني.
تُعتبر منظمة الصحة العالمية المنظمة الطبية العالمية الرئيسية. وهي تشجع برامج الصحة العامة، وتبادل المعرفة الطبية، كما تتفانى في تحسين نوعية الرعاية الطبية في الدول النامية بوجه خاص.
تفتقر معظم الدول النامية إلى المهنيين والإمكانات المتاحة في مجال الرعاية الصحية، وبخاصة في المناطق الريفية. ويقوم أشخاص مدربون تدريبًا خاصًا بتقييم مشكلات الصحة المحلية، آخذين في الاعتبار البيئة والمناخ والتغذية وانتشار المرض. وتشمل برامج الرعاية الطبية توفير الأطباء والممرضات وزيارة العيادات والوصول إلى المستشفى. ويدرَّب مساعدو الرعاية الصحية المحلية كي يقوموا بواجبات منتظمة كثيرة. وتُعتبر حملات التطعيم ورعاية النساء الحوامل وتوفير الماء النظيف بعضًا من الخدمات المقدمة لمساعدة الناس على إبقائهم أصحاء.
الصحة للجميع. في عام 1978م، التقت وفود منظمة الصحة العالمية المرسلة من 134 دولة في آلما ـ أتا بمنغوليا لمناقشة الصحة العالمية. بعد ملاحظة التوزيع غير المتكافئ بالنسبة للرعاية الصحية، صرح المؤتمرون بأن أحد أهداف المؤتمر هو الصحة للجميع بحلول عام 2000م. ويهدف هذا إلى تحقيق مستوى صحي يسمح لكل الناس بالتمتع بحياة مثمرة اجتماعيًا واقتصاديًا.
وتتَّبع دول متباعدة، مثل بنغلادش وكندا وفنلندا وتايلاند والمملكة المتحدة، مبادئ الصحة للجميع. وتأخذ المجتمعات على عاتقها مسؤوليات الرعاية الصحية الذاتية لهم. ويَكْفُلْ الدستور المكسيكي الآن الرعاية الصحية كحق من حقوق مواطنيه. وفي الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما، توفر الحكومة البرامج الصحية الراقية لجميع أفراد الشعب. وتهتم الجهات الصحية بمبادئ الصحة للجميع.
دور الأبحاث الطبية. يعتمد التقدم الطبي بدرجة كبيرة على فاعلية البحث الطبي. ويسعى الباحثون الطبيون من أجل زيادة معرفتنا عن :
1- كيفية عمل الجسم السليم. 2- كيفية إصابته بالمرض. 3- كيفية منع المرض أو الشفاء منه.
يعمل بعض الباحثين الطبيين كأطباء، بينما يعمل الآخرون مجرد باحثين علميين. ويجري معظم البحث الطبي في مختبرات، ولكن الأطباء أيضا، قد يجرون أبحاثًا وذلك بملاحظة مجموعات من المرضى.
تعطي معظم الاكتشافات الطبية إشارات لحل جزئي لمشكلة ما من المشكلات العويصة ؛ ولذلك فإن المشكلة تُحَلُّ فقط بعد سنوات عمل لأفراد كثيرين. بيد أن الباحثين قد يتوصلون إلى اكتشافات مثيرة في بعض الأحيان. فقد كان اكتشاف لقاح شلل الأطفال، الذي حققه الباحث العلمي الأمريكي جوناس إدوارد سالك في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، أحد الأمثلة البارزة للاكتشافات المثيرة. للمزيد من المعلومات عن البحث الطبي انظر: العلم.
التعليم الطبي. تتشابه معايير ومتطلبات التعليم الطبي في كل دولة على امتداد العالم غالبًا. وتتطلب الدراسات الطبية مطالب كثيرة جدًا، منها تعلم قدر كبير من المعلومات في وقت محدود. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يكتسب الطلاب المهارات المطلوبة لإجراء فحص طبي والحصول على تاريخ المريض. وبعد اكتساب خبرة الكشف السريري للمرضى، يستطيع المتدرب تطبيق المعرفة النظرية على مشكلات الناس.
يبدأ كل طلاب الطب تعليمهم في الجامعة. وخلال خمس إلى سبع سنوات في الجامعة، يرتقي الطلاب عبر العلوم الأساسية (الأحياء والكيمياء والفيزياء) وتركيب ووظيفة الجسم (التشريح وعلم وظائف الأعضاء، والكيمياء الحيوية) وعمليات المرض (علم الأمراض وعلم الكائنات الحية الدقيقة). وفي سنوات الدراسة السريرية الأخيرة، يكتسب الطلاب خبرة ملاحظة المرضى في المستشفيات والعيادات.
ينتهي التدريب الأساسي بقضاء فترة تخصص في المستشفى لمدة عام واحد، وذلك بالعمل في تخصصات مختلفة. وتشمل هذه التخصصات: الطب العام والجراحة والتوليد وأمراض النساء وأمراض الأطفال، وبعد التخرج يُمنح الأطباء المؤهلون الجدد حق الدخول في السجل الطبي الوطني، الذي يرعاه مجلس طبي تؤسسه الحكومة، وهو معين من قبل أعضاء المهنة كلهم.
يجري مزيد من التدريب النظري والسريري، عادة في مستشفيات تعليمية، حيث يُمكِّن أعضاء هيئة التدريس والإمكانات المتقدمة طلبة الدراسات العليا من التخصص في أحد فروع الطب.
وهناك كليات وزمالات تمثل التخصصات الكبرى. وهي مؤلفة من الأعضاء الرواد في مجال مهنة الطب. وتحافظ هذه الهياكل المستقلة على المستويات الطبية القياسية، وذلك بإجراء امتحانات للمتقدمين الذين قد أكملوا تدريبهم التخصصي، كما تعزز البحث، وتمثل منتدى يتبادل فيه اختصاصيون من مختلف أرجاء العالم المعلومات والأفكار.
أخصائي عيون يقوم بفحص نظر أحد المرضى بوساطة أحدث الأجهزة الإلكترونية لفحص العيون.
التخصصات. ظل التخصص في الطب قائمًا عبر العصور. فقبل القرن الثامن عشر الميلادي كان الأطباء يتلقون تعليمًا مهنيًا بالجامعة، بينما كان الجراحون مهنيين، يقضون فترة تأهل للمهنة. ولقد اختفى هذا التميز بتأسيس المستشفيات، وأخيرا اعتمدت المهنتان تدريبًا أساسيًا واحدًا. وحينما أصبح الأطباء قادرين على علاج حالات كثيرة، ركزوا اهتماماتهم على أضيق المجالات.
الطب هو تشخيص وعلاج المرض في البالغين. ويحدد كثير من الأطباء مجال ممارستهم بالتركيز على أحد أجهزة الجسم، مثل الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء)، أو جهاز الغدد الصماء (مبحث الغدد الصماء) أو جهاز المناعة (مبحث المناعة).
الجراحة العامة تشمل عمليات جراحية لأعضاء وأنسجة كثيرة. يعالج اختصاصيو الجراحة العامة حالات مثل التهاب الزائدة الدودية والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي.
في طب الأطفال يقدم الطبيب المختص الرعاية الصحية اللازمة، وفي الصورة يقوم طبيب أطفال بفحص طفل مريض.
طب الأطفال يختص بالرعاية الصحية للأطفال تحت سن 15 سنة. ويُعتبر مبحث المواليد تخصصًا فرعيًا جديدًا مهمته رعاية المواليد المرضى وخصوصًا الأطفال الخدّج.
طب الشيخوخة يختص بالمشكلات التي تحدث في الشيخوخة، ورعاية المسنين.
الطب النفسي يختص بتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها ومنع حدوثها.
طب المجتمع يغطي صحة المجتمع والمؤثرات التي تؤثر في جميع السكان، مثل التغذية والبيئة وتوفير الرعاية الصحية.
الطب العام هي الإشراف على صحة أفراد الأسرة من كل الأعمار. ويهتم الأطباء العموميون بالرعاية المنزلية والطب الوقائي.
الطب الإشعاعي هو استخدام الأشعة السينية في تشخيص وعلاج الأمراض.
علم الأمراض يتناول دراسة التغيرات التي تسبب المرض، أو الناتجة عن عمليات المرض. ويقوم اختصاصيو علم الأمراض بفحص عينات من الدم وسوائل الجسم والأنسجة تحت المجهر. وهم يراقبون الاختبارات المعملية، لتحديد ماهية المرض الموجود، أو كيفية تأثيره في الجسم.
التخدير تخصص واسع المجال. يقوم أطباء التخدير بإعطاء عقاقير التخدير الموضعية والعامة وقت الجراحة، كما يراعون حالة المريض خلال العملية الجراحية. ويركز بعض أطباء التخدير على مجالات، مثل جراحة الأعصاب أو التوليد، بينما يعمل آخرون في عيادات الألم أو وحدات العناية المركزة، إلى جانب واجباتهم الجراحية.
التوليد يشمل رعاية المرأة الحامل والجنين قبل مولده، والمولود ابتداءً من مرحلة الولادة وحتى فترة مابعد الولادة مباشرة.
مبحث أمراض النساء يشمل تشخيص وعلاج أمراض الأعضاء التناسلية للأنثى.
مبحث أمراض القلب يغطي تشخيص وعلاج أمراض القلب والجهاز الدوري. يجري أطباء القلب العلاج الطبي، بينما يقوم جراحو القلب والصدر بإجراء عمليات في القلب والرئة والأوعية الدموية الكبيرة.
مبحث الأعصاب يختص بعلاج أمراض الأعصاب السطحية والحبل الشوكي والدماغ. ويقوم جراحو الأعصاب بإجراء العلاج الجراحي لأمراض الجهاز العصبي.
مبحث أمراض العيون هو دراسة العين وتشخيص وعلاج أمراض العيون.
مبحث الأذن والحنجرة يُعرف أيضًا باسم تخصص الأذن والأنف والحنجرة، ويتناول تشخيص وعلاج أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
جراحة العظام والمفاصل وهو فرع من فروع الجراحة يختص بأمراض أو تمزقات العظام والمفاصل.
اختصاصيو الأمراض الروماتيزمية (الرثوية) هم أطباء يشخصون ويعالجون أمراض المفاصل والعضلات والأربطة والأوتار. انظر : الرثويات، مبحث.
الجراحة التقويمية وتجديد الأعضاء تختص بتجميل أجزاء الجسم التي أُتلفت بحادثة أو مرض، كما تختص بالتغيرات المظهرية في أجزاء الجسم. ويتخصص جراحو الفك والوجه في الرأس والرقبة.
طب الحوادث والطوارئ يتناول المرض والجرح المفاجئ وغير المتوقع. يتوفر لكثير من المستشفيات قسم لطب الحوادث والطوارئ يعالج الحالات الخفيفة والخطيرة، كما يتناول حالات الطوارئ النفسية. وتركز مراكز الإصابات على الأشخاص المصابين إصابات شديدة، وهم الذين يكونون بحاجة ماسة إلى اهتمام أحد الاختصاصيين وإلى جراحة عاجلة.
تعزيز الرعاية الصحية. يشترك العديد من الأشخاص في الرعاية الطبية، إما بتعزيز الصحة ومنع العجز أو برعاية المرضى والمساعدة في تأهيلهم. وتوفر الجهات الحكومية والممرضات ومجموعات المتطوعين التعليم الصحي والدعم الأساسي.
يقوم اختصاصيو العلاج المهني برعاية الناس، وبخاصة المسنّون ومرضى الأمراض المزمنة، الذين لديهم مشكلات ترجع إلى أنشطتهم اليومية. وقد يحتاج مرضى هؤلاء الاختصاصيين، إلى إعادة تعلمهم للمهارات الأساسية، مثل ارتداء الملابس والطهي، أو قد تحتاج منازلهم إلى تكيُّـف بسبب عجز مكتسب.
اختصاصيو العلاج الطبيعي يساعدون المرضى في التغلب على أو التعويض عن الإعاقات المكتسبة. ويتأكد الاختصاصيون الاجتماعيون بالمستشفى، وهم المطَّلعون على الأوضــاع الطبيــة والاجــتماعية للمرضى، من أن الأشخاص الذين غادروا المستشفى، تصلهم كل الخدمات الاجتماعية الضرورية. ويقدم هؤلاء الاختصاصيون المشورة للمرضى وأسرهم، كما يستطيعون إلحاقهم بمجموعات التدعيم المناسبة.
فنيون بارعون يؤدون دورًا أساسيًا في الطب الحديث، بعضهم يقوم بتشغيل معدات مستشفى معقدة، مثل جهاز الحاسوب المستخدم في التصوير الضوئي للأوعية الدموية.
توفير الدعم التقني. يتطلب كثير من المهن الطبية الهامة مهارات تقنية خاصة. فعلى سبيل المثال، يقوم التقنيون في المختبرات، بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية، قد يحتاج إليها في التشخيص الدقيق. ويقوم مصورو الأشعة بإعداد المرضى للأشعة السينية وبإجراء تقنيات التصوير الأخرى مثل الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي الحاسوبي والتصوير بالرنين المغنطيسي. ويقوم التقنيون أيضا بتشغيل أجهزة التصوير تحت إشراف اختصاصي طبي يُطلق عليه اسم اختصاصي الأشعة.
الرعاية الصحية المنظمة. هي رعاية غاية في التعقيد، وتشمل خدمات، مثل التعليم الصحي والرعاية الطبية بوساطة الأطباء العموميين أو المستشفيات، والرعاية طويلة المدى بالمستشفيات والمراكز النهارية والمنازل. حققت كثير من الدول الصناعية سيطرة على الأمراض المعْدية، وانخفاضًا في معدل وفيات الأطفال وزيادة في الأعمار. بيد أن أمراض الماضي قد حل محلها أمراض جديدة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان. ويعتمد تشخيص وعلاج هذه الأمراض على تقنيات متقدمة، تستطيع توفير علاج أكثر فعالية لها، إلا أنها مكلفة جدا. ويتزايد التعداد السكاني للمسنين تزايدًا سريعًا في كثير من الدول، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الرعاية الطبية.
فني يقوم بإجراء اختبارات معملية تساعد الأطباء في تشخيص المرض.
ويسلِّم الكثير من الدول بالهدف الشامل القاضي بجعل الرعاية الطبية الكافية متاحة للجميع كحق طبي أساسي. ومع ذلك فإن الطرق الحالية للتمويل، في أي صورة من صورها، لاتستطيع ملاحقة ارتفاع تكاليف الرعاية الطبية والطلب على العلاج. وتستمر هذه الأزمة في التصاعد، ولم تتمكن أي دولة من التغلب عليها بنجاح.
في الصين، وبعض الدول الأخرى يؤسَّس الطب تأسيسًا اشتراكيًا تمامًا. بمعنى أن كل الإمكانات الطبية يمتلكها الشعب، ويُنفق على كل المستخدمين الطبيين، من الاعتمادات المالية العامة، ويتلقى كل مواطن رعاية طبية بلا مقابل أو بنفقات قليلة جدًا.
وفي بعض الدول الأخرى، يؤسَّس الطب تأسيسًا اشتراكيًا بدرجة كبيرة، وتُعتبر إنجلترا خير مثال معروف، حيث تمتلك الحكومة المركزية فيها معظم الإمكانات الطبية، وتدفع أجور معظم المستخدمين الطبيين، كما توفر معظم الرعاية الطبية بلا مقابل أو بنفقات قليلة.
وفي دول أخرى كثيرة ـ تشمل معظم دول أوروبا الغربية واليابان وأستراليا ـ يُعتبر الطب اشتراكيًا بصفة جزئية، فالحكومة المركزية لا تمتلك معظم الإمكانات الطبية، ولا تدفع أجور معظم الأطباء الذين يمارسون مهنًا حرة، بيد أن لهذه الدول خطة تأمين صحي وطني توفر الرعاية الطبية المجانية، أو ترد معظم النقود التي أنفقها المريض على الرعاية الطبية. وتُمول هذه الخطة عن طريق نظام التأمين الاجتماعي في معظم الدول، وهي إجبارية للعمال الذين يشملهم التأمين الاجتماعي. ويقتضي الأمر دفع راتب محدد للأطباء المشتركين في الخطة الوطنية، بيد أنه يجوز للمرضى أن يختاروا طبيبهم أو مستشفاهم، ويتم تطبيق هذا النظام في بعض الدول العربية مثل دول الخليج العربية وخصوصًا المملكة العربية السعودية، كما يطبق هذا النظام في مصر أيضًا حيث يطبق التأمين الصحي على كافة موظفي وموظفات الدولةكما امتد أيضًا ليشمل طلبة المدارس، بالإضافة إلى أنها تكفل أيضًا تقديم الرعاية الصحية للفقراء حسب مستوياتهم.
ويُعتبر نظام الرعاية الطبية المختلطة ـ وهو رعاية صحية خاصة تُدفع نفقاتها بوساطة التأمين أو بطريقة مباشرة، مع بعض العطاء من الدولة للفقراء ـ نموذجًا في دول مثل الولايات المتحدة والهند. والخدمات الطبية بوجه عام غير موزعة توزيعًا متساويًا؛ حيث يميل الأطباء والمستشفيات إلى التركيز على المدن. فبعض الدول النامية قد لايوجد بها علاج طبي في المناطق الفقيرة الواقعة في القرى النائية. وتحاول الحكومات ووكالات المساعدات الدولية توفير خدمة لهذه القرى، بمساعدة الممرضات والمولِّدات (القابلات) والعيادات المتنقلة والتعليم الصحي المتطور للمعالجين التقليديين
نبذة تاريخية
نشر الجمجمة عملية كانت تتضمن تثقيب الجمجمة، ربما لإطلاق الأرواح الشريرة. وجدت هذه الجمجمة المنشورة وأدوات القطع المبينة أعلاه في بيرو. ويعود تاريخها إلى نحو 8000 ق.م.
في عصور ما قبل التاريخ، اعتقد كثير من الناس، كما جاء في الأساطير، أن غضب الآلهة أو الأرواح الشريرة يُسبب المرض. ولكي يشفى المريض ينبغي إشباع رغبة الآلهة، أو طرد الأرواح الشريرة من الجسم. وفي أحد العصور، أصبحت هذه المهمة واجب الكهنة الأولين الذين يعالجون المرض بالسحر.
كانت العملية الجراحية التي أُطلق عليها اسم نشر الجمجمة أول علاج جراحي معروف. وتتضمن هذه العملية استعمال أداة حجرية لتثقيب جمجمة المريض. واكتشف العلماء أحافير من تلك الجماجم يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف سنة. ومن المحتمل أن البدائيين، كانوا يقومون بإجراء هذه العملية، لإطلاق الأرواح التي كانوا يعتقدون أنها مسؤولة عن الصداع والأمراض العقلية والصّرع. ومع ذلك، فإن عملية نشر الجمجمة كانت تسبب الراحة في بعض الحالات. ومازال هناك جرّاحون يمارسون هذه العملية لعلاج نوعيات محددة من إصابات الضغط على الدماغ.
من المحتمل أن يكون الناس فيما قبل التاريخ، قد اكتشفوا نباتات كثيرة يمكن استعمالها كأدوية، وعلى سبيل المثال، فإن استعمال قلف الصفصاف في تخفيف الألم، قد يرجع تاريخه إلى آلاف السنين. ويعلم الأطباء في الوقت الحاضر أن قلف الصفصاف يحتوي على مادة الساليسين وهي مادة تنتمي إلى مجموعة الساليسيلات، التي تُستخدم في صنع الأسبرين.
أصول في الشرق الأوسط. منذ حوالي عام 3000ق.م شرع المصريون القدماء، الذين شيدوا واحدة من الحضارات الأولى العظيمة في العالم، في تحقيق تقدم طبي هام. وكان المصري إيمحوتب الذي عاش منذ حوالي 2650ق.م، أول طبيب يُعرف بالاسم على مستوى العالم. وقد عبده المصريون كما جاء في الأساطير بعد ذلك كإله للشفاء اعتقادًا منهم أنه يشفي المرضى. انظر: إيمحوتب.
بدأ الأطباء المصريون منذ عام²500ق.م في التخصص، حيث عالج بعضهم أمراض العيون أو الأسنان فقط، بينما تخصص آخرون في الأمراض الباطنة. وأصدر الجراحون المصريون أول كتاب يبين كيفية علاج العظام المخلوعة أو المكسورة والخراجات السطحية والأورام والقروح والجروح.
ساهمت حضارات قديمة أخرى في منطقة الشرق الأوسط في التقدم الطبي. فقد ساهم علماؤها مثلاً، في إحراز تقدم في الطب الوقائي منذ حوالي القرن الثالث عشر إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث فرضوا عزلاً تامًا للمرضى المصابين بالسيلان والجذام والأمراض المعدية الأخرى، كما منعوا تلوث مياه الآبار العامة وأكل الخنزير والأطعمة الأخرى، التي تحمل المرض.
الصين والهند. طور قدماء الصينيين بعض الممارسات الطبية، انتقلت إلى وقتنا الحاضر بدون تغيير في الغالب. ولقد بني الطب التقليدي على الاعتقاد بأن للحياة قوتين، هما: ين ويانج تجريان داخل جسم الإنسان، وينشأ المرض حينما يحدث اختلال في توازن هاتين القوتين. ولاسترداد التوازن، ابتكر الصينيون ممارسة الوخز بالإبر، وذلك بوخز إبر في أجزاء من الجسم يُعتقد أنها تسيطر على جريان ين ويانج، وما زال الصينيون يمارسون طريقة الوخز بالإبر حتى الآن. ولقد اكتسبت هذه الطريقة شيئًا من الشعبية في الدول الغربية، حيث تُستخدم أحيانًا في علاج بعض الأمراض. انظر: الوخز بالإبر.
وفي الهند القديمة، أصبح نظام من نظم الممارسة الطبية، يطلق عليه اسم أيورفدا، نظامًا معروفًا، وهو يؤكد على الوقاية من المرض وعلاجه. خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، أظهر الممارسون لطريقة أيورفدا معرفة مثيرة للإعجاب عن الأدوية والجراحة، ولقد أجرى الجراحون الهنود بنجاح أنواعًا كثيرة من العمليات، منها عمليات البتر وجراحة التجميل.
رفع الأطباء اليونانيون القدماء الطب إلى مستوى علمي، وكان أبقراط (القرن الخامس قبل الميلاد) رائدًا لهذا التطور. وفي الصورة أعلاه طبيب يوناني يفحص شابًا.
اليونان وروما. بلغت حضارة قدماء اليونانيين ذروتها خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وخلال هذه الحقبة من الزمن، احتشد المرضى في المعابد مكرسين أنفسهم لإله الشفاء اليوناني أسكليبيوس ـ كما يزعمون ـ باحثين عن علاجات سحرية. بيد أنه في الوقت ذاته بدأ الطبيب اليوناني الشهير أبقراط يوضح أن للمرض أسبابًا طبيعية فقط، ولذلك فإن هذا الطبيب أصبح أول طبيب عرف بأنه اعتبر الطب علمًا وفنًا منفصلا عن الممارسة الدينية. ويعكس قسَم أبقراط، وهو تعبير عن الأخلاقيات الطبية القديمة، المثاليات السامية لأبقراط، ولكن يحتمل أن يكون هذا القسم قد تألف من عدة مصادر غير أبقراط نفسه. وتبنى الأخلاقيات الطبية الحديثة على أساس قسم أبقراط لمعرفة نص القسم، انظر: أبقراط.
خلال القرن الرابع قبل الميلاد، هزمت مدينة روما شيئا فشيئا معظم العالم المتحضر بما فيه مصر واليونان، واكتسب معظم الرومانيين معرفتهم الطبية من مصر واليونان، وكانت إنجازاتهم الطبية في مجال الصحة العامة إلى حد كبير. بنى الرومان قنوات مائية تحمل 1,1 بليون لتر من الماء العذب إلى روما يوميًّا، وشيّدوا أيـضًا جـهازًا ممتازًا للصرف الصحي في روما.
قدم الطبيب اليوناني جالينوس الذي مارس الطب في روما إبان القرن الثاني الميلادي أهم الإسهامات في الطب في العصر الروماني، وأجرى تجارب على الحيوانات، واستخدم مشاهداته في إبراز أولى النظريات الطبية المؤسسة على التجارب العلمية، ويعتبر من أجل هذا السبب مؤسس الطب التجريبي. إلا أنه نظرًا لأن معلوماته في التشريح كانت معتمدة أساسًا على تجارب الحيوانات، فلقد أبدى كثيرًا من الملاحظات الخاطئة فيما يتعلق بكيفية عمل جسم الإنسان. وكتب جالينوس كتبًا عديدة في وصف نظرياته الطبية، ولقد استرشد بهذه النظريات، الأطباء لمئات السنين، رغم أن كثيرًا منها يشوبه الخطأ.
الطب عند العرب. عرف العرب في الجاهلية طريقتين للعلاج هما الكهانة والعرافة ثم ما خبروه من عقاقير نباتية بالإضافة إلى الكي والحجامة والفصد. وكان من أبرز أطباء تلك الحقبة زهير الحميري وزينب طبيبة بني أود والحارث ابن كلدة.
علا شأن الطب العربي إبان الدولة العباسية. فقد برع الأطباء العرب في مجالات طبية عديدة كالطب الجراحي الذي أطلقوا عليه اسم عمل اليد وعلاج الحديد. ومن إسهاماتهم في مجال الجراحة أنهم كانوا أول من تمكن من استخراج حصى المثانة لدى النساء عن طريق المهبل. كما أن الزهراوي (ت427 هـ، 1035م) كان أول من نجح في إجراء عملية فتح القصبة الهوائية.
يعود الفضل إلى العرب في اكتشاف المرقّد (المخدِّر) العام، وهناك من القرائن ما يدل على أنهم كانوا أول من استعمل التخدير عن طريق الاستنشاق باستخدام الإسفنج المخدر، كما طوروا طب العيون الذي عرف لديهم باسم الكحالة، وقد برعوا في قدح الماء الأزرق من العين وكذلك أجروا عمليات أخرى لقدح الماء الأبيض (الساد). وتناول الأطباء العرب والمسلمون أمراض النساء والولادة، وضمّن ابن سينا الجزء الثالث من القانون الحادي والعشرين في كتابه القانون في الطب كلامًا مفصلاً عن أمراض النساء والولادة. ويسجل لابن الهيثم سبقه في إشارته إلى استخدام الموسيقى والإيحاء في العلاج النفسي. كما كان للعرب الفضل في فصل الصيدلة عن الطب كعلم قائم بذاته.
أما في مجال التشريح، فنجد أن ابن النفيس تمكن من اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي تجري في الرئة، وبذا مهد الطريق لوليم هارفي ليكتشف الدورة الدموية الكبرى، كما انتقد عبداللطيف البغدادي (619هـ، 1222م)، بعد أن فحص أكثر من 2,000 جمجمة، وصف جالينوس للهيكل العظمي. واكتشف الطبري أبو الحسن (ت366هـ، 976م) لقاحًا ضد داء الجرب، وكان الرازي (ت311هـ، 923م) أول من وصف الجدري والحصبة بوضوح، ويعد كتابه الحاوي سجلاً دقيقًا لملاحظاته السريرية على مرضاه. وقد حافظ الأطباء العرب والمسلمون على روح علمية صادقة تؤازرها التجربة والملاحظة فلم يعزوا الأمراض إلى تأثيرات خارجة عن النطاق الطبيعي كما فعل أطباء الحضارات التي سبقتهم الذين رأوا الأمراض عقابًا لآثام بني البشر. وقد شاعت كتابات ابن سينا والرازي وغيرهما في أوروبا خلال ما سمي بالقرون الوسطى في أوروبا وأثرت أعمالهم في التعليم الطبي فيها لأكثر من 600 سنة. لمزيد من التفاصيل انظر: العلوم عند العرب والمسلمين (الطب).
خلال العصور الوسطى في أوروبا (حوالي القرن الرابع عشر الميلادي) اكتسب الأطباء قليلا من المعرفة العلمية من معلميهم العرب. يستخدم الطبيب أعلاه كل قوته لتضميد فك مكسور بإحكام قدر المستطاع.
أوروبا العصور الوسطى اجتاحت أوروبا سلسلة من الأمراض الوبائية خلال العصور الوسطى. وبدأ تفشي مرض الجذام في القرن السادس الميلادي وبلغ ذروته خلال القرن الثالث عشر الميلادي. وفي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي تسبب تفشي الطاعون المروع، الذي يعرف الآن باسم الموت الأسود في وفاة ما يقرب من ثلث سكان أوروبا. وخلال فترة القرون الوسطى، أصاب الجدري وأمراض أخرى مئات الآلاف من الناس.
كان تأسيس العديد من المستشفيات وإقامة أول مدرسة طبية جامعية أهم الإنجازات الطبية في أوروبا خلال العصور الوسطى، وأسست مجموعات من النصارى مئات المستشفيات الخيرية من أجل ضحايا الجذام. وفي القرن العاشر الميلادي بدأ العمل في مدرسة طبية بساليرنو بإيطاليا، أصبحت المركز الرئيسي للتعليم الطبي في أوروبا. وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين أُنشئت مدارس أخرى مهمة في أوروبا. وخلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أصبح كثير من هذه المدارس جزءًا من جامعات حديثة النشأة، مثل جامعة بولونيا في إيطاليا وجامعة باريس في فرنسا.
أول دراسة علمية عن التشريح بدأت بكتاب أندرياس فزاليوس عام 1543م حول تركيب الجسم البشري - هذا الرسم من الكتاب يبين الأعصاب الشوكية
التقدم الجراحي لأمبروا باري (القرن الخامس عشر الميلادي) شمل الخياطة في قطع من القماش ملصوقة على جلد المريض بدلا من الخياطة في الجلد ذاته.
النهضة الأوروبية. ظهرت روح علمية جديدة خلال عصر النهضة الأوروبية، وهي الحركة الثقافية الكبرى التي عمت أرجاء أوروبا الغربية من عام 1300م إلى القرن السابع عشر الميلادي تقريبًا. قبل هذه الحقبة الزمنية، حددت معظم المجتمعات ممارسة تشريح الأجسام البشرية من أجل الدراسة العلمية تحديدًا قاطعًا، بيد أن القوانين التي صدرت ضد التشريح قد تراخت خلال عصر النهضة الأوروبية، ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن إجراء أول دراسات علمية حقيقية على جسم الإنسان.
خلال أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين، قام الفنان ليوناردو دافنشي بإجراء تشريحات عديدة لمعرفة المزيد عن تشريح جسم الإنسان، ولقد سجل مشاهداته في سلسلة من الرسوم شملت أكثر من 750 رسمًا، كما قام أندرياس فيزاليوس، وهو طبيب وأستاذ بكلية الطب في جامعة بادُوا بإيطاليا، بإجراء العديد من التشريحات. واستخدم فيزاليوس مشـــاهداته في كتابة أول كتــاب علمي عن علم التشريح البشري سمي حول تركيب الجسم البشري (1543م)، ولقد حل هذا الكتاب محل كتب جالينوس وابن سينا بصورة تدريجية.
أسهم أطباء آخرون إسهامات بارزة في علم الطب في القرن السادس عشر الميلادي، ولقد طور جراح فرنسي عسكري يدعى أمبروا باري في التقنيات الجراحية حتى اعتُبر أبا الطب الحديث. فلقد عارض على سبيل المثال ممارسة كيّ (حرق) الجروح الشائعة بالزيت المغلي لمنع العدوى، واستبدل بها طريقة أقل ضررًا، وذلك بوضع مرهم خفيف، ثم تركه على الجرح كي يلتئم التئامًا طبيعيًا. ولقد ركز فيليبس بارسيلسوس، وهو طبيب سويسري، على أهمية الكيمياء في تحضير الأدوية، واستنتج من كثير من الأدوية التي تحتوي على عدة عناصر أن أحد العناصر قد يبطل فائدة عنصر آخر.
بدايات البحث الحديث. قام الطبيب الإنجليزي وليم هارفي بإجراء عدة تجارب في مطلع القرن السابع عشر الميلادي لمعرفة كيفية سريان الدم في الجسم. ولقد درس العلماء، قبل هارفي ـ أمثال الطبيب المسلم ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الصغرى التي تجري في الرئة ويمر الدم خلالها إلى القلب ـ هذا الموضوع. ولكن هارفي درس المشكلة كاملة، حيث أجرى تشريحات على البشر والحيوانات، كما أجرى دراسات دقيقة على نبض الإنسان وضربات قلبه، ولقد استنتج أن القلب يعمل كمضخة تدفع الدم عبر الشرايين إلى كل أجزاء الجسـم. ولقد أوضـح أيضا أن الـدم يرجع إلى القلب عبر الأوردة مثل ما اكتشف ابن النفيس لأول مرة أن الدم يُنقَّى في الرئتين. انظر: العلوم عند العرب والمسلمين (الطب).
وصف هارفي مشاهداته في بحث عن حركة القلب والدم في الحيوانات (1628م)، ويعتبر اكتشافه عن كيفية دوران الدم نقطة تحول في التاريخ الطبي. ولقد تحقق العلماء، بعد هارفي، من أن معرفة كيفية عمل الجسم تعتمد على معرفة تركيب الجس
بحث عن الطب - عناصر الرعاية الطبية - العلاج - الوقاية - توفير الرعاية الطبية
عناصر الرعاية الطبية
التشخيص
العلاج
الوقاية
توفير الرعاية الطبية
دور الطبيب
دور العاملين الطبيين
أين تقدم الرعاية الطبية
في غرفة عمليات الطبيب
في المستشفيات
في العيادات
في دور رعاية المسنين
في المنزل
تحسين نوعية الرعاية الطبية
دور المنظمـات الطبيـة
الصحة للجميع
دور الأبحاث الطبية
التعليم الطبي
التخصصات
تعزيز الرعاية الصحية
توفير الدعم التقني
الرعاية الصحية المنظمة
نبذة تاريخية
أصول في الشرق الأوسط
الصين والهند
اليونان وروما
الطب عند العرب
أوروبا العصور الوسطى
النهضة الأوروبية
بدايات البحث الحديث
تطور علم المناعة
اكتشاف أول مخدر
الدراسة العلمية للمرض
إدخال الجراحة بالتعقيم
الثورة الطبية
تطورات تقنية أخرى
قضايا قانونية وأخلاقية
مشكلات البحث
تحديات علم الوراثة
الرعاية الطبية توفرها نوعية من أناس مدربين تدريبًا خاصًا. يأخذ الأطباء على عاتقهم علاج المريض. ويساعد عاملون آخرون مدربون في تقديم الرعاية الصحية.
الطِّـبّ علم وفن يُعنى بدراسة الأمراض ومعالجتها والوقاية منها؛ فهو علم لأنه مبني على المعرفة المكتسبة من خلال الدراسة والتجريب الدقيق، وفن لأنه يعتمد على كيفية تطبيق الأطباء البارعين والعاملين الآخرين في مجال الطب هذه المعرفة، حينما يتعاملون مع المرضى. وتشمل أهداف الطب إنقاذ الأرواح وعلاج المرضى؛ ولهذا السبب، اعتُبر الطب منذ أمد بعيد من أكثر المهن احترامًا. ويقضي الكثير من الآلاف من الرجال والنساء العاملين في مهنة الطب حياتهم من أجل العناية بالمرضى. فحينما تقع كارثة، فإن عمال المستشفى يندفعون مسرعين لمساعدة المصابين. ويضاعف الأطباء والممرضات مجهوداتهم، عند الإنذار بانتشار الأمراض الوبائية حتى يمنعوا انتشار المرض. وينقب الباحثون في مهنة الطب دائمًا عن وسائل أفضل لمكافحة المرض.
ظل البشر يعانون من المرض منذ بداية ظهور الخليقة، وذلك قبل 2,5 مليون عام تقريبًا. وقد تعرفوا خلال هذا الزمن على القليل من عمل الجسم البشري أو مسببات المرض. واعتمد العلاج بدرجة كبيرة على الخرافة والتخمين، بيد أن الطب قد حقق تقدمًا علميًا هائلاً إبّان المائة سنة الماضية. واليوم فإنه من الممكن ـ بإذن الله ـ شفاء ومنع مئات الأمراض والسيطرة عليها، من الحصبة وشلل الأطفال إلى الدرن والحمَّى الصفراء. لقد جلبت الأدوية والعلاجات والعمليات الجراحية الحديثة الآمال إلى العديد من المرضى. ونتيجة للتقدم الطبي وعوامل أخرى، مثل تحسن التغذية وتدابير حفظ الصحة العامة وظروف المعيشة؛ فإنه من المتوقع أن يعمِّر الناس الآن أكثر من الماضي. وفي عام 1900م، لم يكن أكثر الناس يعيشون أكثر من 50 عاما، أما اليوم فإن الناس في بعض أنحاء العالم يعُمِّرون حوالي 75 سنة في المتوسط.
ونظرًا لأن الطب قد أصبح أكثر تطورًا من الناحية العلمية، فإنه قد صار أكثر تعقيدًا أيضًا. ففي الماضي كان الأطباء يعتنون بالمرضى، في كثير من الحالات بدون مساعدة، وكان المرضى يتلقون العلاج لمعظم أنواع المرض في المنزل، وكان القليلون يذهبون إلى المستشفى. واليوم لم يعد الأطباء يعملون بمفردهم. فهم، عوضًا عن ذلك يقودون فريقًا طبيًا يتألف من فريق التمريض.ويتعذر تقديم الرعاية المقدمة من أمثال هذا الفريق بالمنزل. فلقد أصبحت المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات المراكز الرئيسية للرعاية الطبية في معظم الدول.
وتعتبر الرعاية الطبية في الغالب جزءًا من المجال الواسع للرعاية الصحية. فبالإضافة إلى الرعاية الطبية، تشمل الرعاية الصحية خدمات يقدمها أطباء الأسنان، والاختصاصيون النفسيون السريريون، وفنيون آخرون في مختلف مجالات الصحة البدنية والعقلية. وتتناول هذه المقالة أساسًا نمط الخدمات المقدمة من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي الآخرين. وتوجد معلومات عن أنماط أخرى من الرعاية الصحية في مقالات مستقلة في الموسوعة العربية العالمية. انظر: علم النفس السريري؛ طب الأسنان؛ قياس البصر؛ معالجة أمراض القدم.
عناصر الرعاية الطبية
تتألف الرعاية الطبية من ثلاثة عناصر رئيسية: 1- التشخيص أو التعرف على المرض أو الإصابة. 2-علاج المرض أو الإصابة. 3-الارتقاء بالصحة ومنع المرض.
بعض الأدوات الأساسية في الطب. يستخدم الطبيب المعدات المبينة عاليه في إجراء الفحوصات الطبية.
كثير من التصميمات التقنية تساعد الأطباء في مكافحة المرض. يراقب هؤلاء الأطباء صور الأشعة السينية على شبكة تلفازية مغلقة.
التشخيص. تتطلب كل مشكلة صحية، على درجة من الخطورة، اهتمامًا طبيًا، وتحتاج إلى تشخيص. ويستخدم الطبيب أدوات ومهارات للمساعدة على التعرف على المرض أو التلف الذي لحق بالمريض. يمد المرضى الطبيب بالتاريخ الطبي، وذلك بالإجابة عن أسئلة تتعلق بالحالة العامة للمريض وبالأمراض السابقة. وقد يسأل الطبيب أسئلة خاصة تتعلق بالعلة المشتبه فيها.
وحينما يجري الطبيب فحصًا ما، فإنه يبحث عن علامات المرض البدنية. يستخدم الأطباء أيضا أيديهم في الضغط على الأعضاء الموجودة تحت الجلد وجسها؛ للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الشكل أو الحجم، أو للتعرف على صلابة أو لين غير عادي، كما يدقون على الصدر، لينصتوا إلى الأصوات الصادرة من المرض الرئوي. وتعطي بعض الأدوات البسيطة أنماطًا أخرى من المعلومات. فسماعة الطبيب تضخم الصوت الصادر من القلب والرئتين، ويعطي منظار الأذن مجال رؤية واضحًا لقناة الأذن وطبلة الأذن، أما منظار العين فإنه يمكن الطبيب من فحص قاع العين.
وبعد معرفة التاريخ وإجراء الفحص الطبي، يقرر الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة. يمكن إجراء اختبارات بسيطة في مركز جراحي أو صحي. وترسل عينات من الدم أو البول أو ماسحات من الحلق إلى المختبر من أجل المزيد من التحاليل العلمية. وتساعد المختبرات الطبية في التشخيص، وذلك بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية على سوائل الجسم وأنسجته.
وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى مشاهدة الجسم من الداخل. فاستخدام الماسحات فوق الصوتية، يعكس موجات فوق صوتية تنتج صورًا. أما أجهزة الأشعة السينية، بما فيها ماسحات التصوير المقطعي الحاسوبي، فإنها تستخدم الأشعة السينية؛ لأنها تمر عبر المادة. ويعتبر تنظير الباطن، باستخدام أنبوب مرن مزود بمصدر ليفي بصري خاص للإضاءة، وسيلة لرؤية الأعضاء الداخلية مباشرة وهو ما يُعرف بالمنظار الداخلي.
ويستخدم الأطباء المعلومات المناسبة من التاريخ والفحص ونتائج الاختبارات، في تحديد التشخيص النهائي. ويتعامل الأطباء العموميون مع الأمراض الأكثر شيوعا، أما خبرة الأطباء المتخصصين فإنه يحتاج إليها في تشخيص الحالات النادرة.
فريق جراحي يترأسه جراح بارع يضم مساعدي جراحة، وأطباء تخدير، وممرضات وفنيين طبيين. يقوم الفريق بإجراء عملية قلب مفتوح. يعتمد معظم الأطباء على هذا الفريق لمعاونتهم في رعاية مرضاهم.
العلاج. يشفى الناس عادة من الأمراض والإصابات الصغرى بدون علاج خاص. وفي هذه الحالات قد يُطمئن الأطباء مرضاهم ببساطة، ويدعون الجسم يلتئم من تلقاء نفسه، ولكن الأمراض الخطيرة بوجه عام تتطلب علاجًا خاصًا. وفي هذه الحالات قد يصف طبيب ما أدوية أو جراحة أو علاجًا آخر.
وقد اعتُبرت الأدوية والجراحة لآلاف السنين اثنتين من الطرق الرئيسية لعلاج المرض.
وقد جعلت الاكتشافات التي حدثت في سنوات القرن التاسع عشر الجراحة أكثر أمانًا. ومهد التخدير والنظرية الجرثومية للمرض والتطهير السبل لتطوير العمليات المعقدة.
وكان هناك اكتشافات في الطب أيضًا، شملت مضادات الميكروبات التي تُستخدم في علاج الأمراض المعدية، والإنسولين الذي يُستخدم في علاج مرض السكري، كما ساعد اكتشاف علاجات، مثل العلاج بالحقن الوريدية، في إنقاذ الأرواح.
وتقوي الأدوية والأجهزة الطبية الأعضاء التالفة أو الفاشلة، بما فيها القلب والرئتين والكبد والكُلى والأمعاء. وأفادت تقنيات مختلفة مثل الإشعاع المؤيِّن والعلاج الكيميائي وأشعة الليزر والموجات الصوتية والهندسة الوراثية في علاج بعض الأمراض مثل السرطان.
الوقاية. يساعد الأطباء في الارتقاء بالصحة ومنع المرض بطرق مختلفة. فهم على سبيل المثال، يعطون اللقاحات للوقاية من أمراض مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد والحصبة، وقد يأمرون بتناول غذاء خاص أو دواء لتقوية أو مساعدة وسائل الدفاع الطبيعية ضد المرض. ويستطيع الأطباء الحد من خطورة أمراض كثيرة بتشخيصها وعلاجها في مراحلها المبكرة. ولذا، يوصي معظم الأطباء بإجراء فحوصات جسمانية عامة بصفة منتظمة. كما يوصي الأطباء المرضى بتناول غذاء متوازن، والحصول على قدر كاف من الراحة والتمرين البدني. قد تفيد برامج الكشف المسحي في تشخيص الأمراض الشائعة مثل الدرن، كما تستخدم في الأمراض التي تحمل خطرًا جسيمًا يؤدي إلى الموت. وهي تُستخدم للمجموعات المعرَّضة خاصة لخطر الإصابة بالأمراض. فالنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و65 سنة، والنساء الصغيرات اللائي ترتفع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي في محيط أسرهن، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. انظر: المرض.
وتساعد الحكومات المحلية في الوقاية من المرض، بالتأكيد على إجراءات الصحة العامة، حيث تتأكد مثلاً من أن المجتمع لديه ماء نقي وجهاز للتخلص من النفايات ومياه المجاري.
توفير الرعاية الطبية
العاملون بالرعاية الصحية يقدمون خدمات طبية معينة، تشمل فحوصات بدنية منتظمة لمريض مسن.
يتوفر لمعظم الناس في الدول الصناعية رعاية طبية عالية المستوى، حينما يحتاجون إليها. وتشمل هذه الدول أستراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان والولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية. وتفتقر بعض الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى الإمكانات الكافية لرعاية طبية عالية المستوى. فبعض هذه الدول لديها طبيب واحد لكل 20,000 إلى 60,000 نسمة، بينما يوجد في بعض الدول الصناعية طبيب واحد لكل 450 نسمة.
وفي حالة المرض أو الإصابة، يحتاج الناس في بادئ الأمر، إلى من يشخص حالتهم ويصف أو يعطي لهم العلاج الضروري. ويطلق على هذا النمط من الرعاية الصحية الأساسية اسم الرعاية الطبية الأولية ويقوم به أطباء مثل الأطباء العموميين الذين يتوجه الناس إليهم مباشرة دون الحاجة إلى استشارة طبيب آخر أو عام في الحقل الطبي. وإذا كانت الحالة معقدة أو خطيرة، فإن الشخص الذي يقوم بالرعاية الطبية الأولية يحول المريض إلى طبيب ما أو مستشفى أو مؤسسة أخرى تقدم له رعاية متميزة.
يبين الجدول عدد الأطباء في بعض دول العالم وعددهم لكل 100,000 نسمة
الدولــة عدد الأطباء عدد الأطباء لكل 100,000الدولــة
آســـــــيا
أفغانستان 2,860 16
إندونيسيا 22,243 12
باكستان 17,055 52
بنغلادش 21,319 18
تركمانستان 14,165 353
تركــيا 61,158 103
سنغافورة 4,301 147
الصين 1,372,471 51
العراق 9,922 51
الفلبين 7,107 11
فلسطين المحتلة 24,100 459
المملكة العربية السعودية 28,969 166
الهنــد 424,524 48
اليابان 219,704 177
إفريـقــيا
إثيوبيــا 2,214 4
الجزائـر 22,202 83
جنوب إفريقيا 22,908 59
السودان 2,736 10
كينـــيا 3,554 15
مصـــر 127,121 202
المغـرب 9,006 34
نيجيريا 21,325 21
أمريكا الشمالية والجنوبية
الأرجنتين 87,226 268
البرازيل 20,2541 134
كنـــدا 61,418 221
كوبـــا 55,395 518
كولومبيا 35,640 105
الولايات المتحدة 612,314 245
أوروبا
أسبـانيا 157,887 400
ألمانـــيا 258,023 319
تشيكيا 30,185 293
سويسرا 21,021 301
فرنســا 160,982 280
الـمجـر 34,283 337
المملكة المتحدة 94,955 164
النمـسا 25,701 327
اليونـان 40,150 387
دول أوقيانوسيا
أستراليــا 40,190 227
نيوزيلندا 7,521 210
الأرقام لعام 1993م .
المصدر: مصادر منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
دور الطبيب. يكتب الأطباء معلومات تفصيلية عن جسم الإنسان، كما أنهم مدربون تدريبًا خاصًا على تشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه. من أجل هذا السبب، فإنهم مسؤولون عن اتخاذ كل القرارات الحاسمة الخاصة بحالة المريض.
وفيما يتعلق برعاية المرضى، يمكن تقسيم الأطباء الذين يقومون بالرعاية الطبية إلى مجموعتين أساسيتين: 1- أطباء عموميون. 2- أطباء اختصاصيون.
الأطباء العموميون يوفرون الرعـاية الطـبية الأوليـة فقـط، ولكنهم يعالجون نوعيات كثيرة من الأمراض، وهم يوفرون الرعاية لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن عمره.
الأطباء الاختصاصيون في الماضي، كان معظم الأطباء أطباء عموميين، بيد أن المعرفة الطبية قد نمت نموًا سريعًا إبان القرن العشرين؛ حيث يتعذر وجود طبيب يستطيع الوقوف على كل تقدم مهم. ونتيجة لذلك، فإن معظم الأطباء في الوقت الراهن يتخصصون في مجالات طبية خاصة، فاختصاصيو الأعصاب، مثلا، يتخصصون في أمراض الجهاز العصبي، ويتخصص أطباء الأطفال في أمراض الأطفال. ويقدِّم القسم الخاص بتحسين نوعية الرعاية الطبية (التخصصات) وصفًا للتخصصات الطبية الأساسية.
وقد أدى التقدم في مجالي الطب والتقنية إلى تزايد التخصصات الطبية. فالمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، بوجه خاص، يُعالجون علاجًا أكثر فعالية من علاج الماضي، ولكن مع الكثرة المتزايدة من الأطباء الاختصاصيين فقد قلّ ـ في المقابل ـ عدد الأطباء العاملين بالعيادات الأولية.
دور العاملين الطبيين. لايستطيع الأطباء القيام بعملهم دون مساعدة الكثير من المهنيين البارعين الآخرين. فالممرضات، مثلا، يعملن جنبًا إلى جنب مع الأطباء في العيادات والمستشفيات والمراكز الطبية، كما تقدم الممرضات خدمات كثيرة للمرضى دون الاعتماد على الأطباء. ويقوم الصيادلة بتجهيز الوصفات الدوائية. وتقوم نوعيات مختلفة من المعالجين بإجراء علاج خاص حسب تعليمات الطبيب. ويقدم عاملون آخرون بارعون خدمات في العيادات والمختبرات الطبية وأقسام الأشعة السينية وغرف العمليات. وهذه المقالة سوف تقدم وصفًا لوظائف الأنماط المختلفة من العاملين في المجال الطبي.
أين تقدم الرعاية الطبية
في غرفة عمليات الطبيب. يمارس كثير من الأطباء المعنيين بالرعاية الطبية الأولية جراحات طبية أساسية؛ فهم يفحصون المرضى في عياداتهم، ويمدونهم بأنواع محددة من العلاج.
ويمارس أطباء الرعاية الأولية مهنتهم، إما بمفردهم أو بصحبة مجموعة من الأطباء، حيث يقتسم طبيبان أو أكثر العيادة نفسها والأجهزة والمستخدمين، ولذلك فإن العمل في مجموعة الأطباء يخفض من الأعباء المالية التي يتكبدها كل طبيب، وهي تمكن الأطباء من تقديم خدمات أكثر تحت سقف واحد.
المستشفى الحديث يقدم خدمات كثيرة غير متاحة في أي مكان آخر. ويقوم هؤلاء الأطباء بإجراء عملية جراحية عاجلة لضحية حادث مروري.
في المستشفيات. تقدم المستشفيات خدمات غير متوفرة في أي مكان آخر، حيث يلقى المرضى عناية متواصلة لمدة 24 ساعة من طاقم من الأطباء والممرضات وعاملين آخرين بارعين يعملون بصفة مستمرة. تقدم المستشفيات التعليمية ـ حيث تجري هناك كثير من الأبحاث والتعليم الطبي ـ أكثر الرعايات تقدمًا. ويتوفر لكثير من المستشفيات وحدات عناية مركزة، وتُستخدم أجهزة مراقبة إلكترونية لملاحظة المرضى المصابين بأمراض خطيرة بصفة مستمرة. وهذه الوحدات مجهزة أيضا بأجهزة ذات كفاءة تقنية عالية لإنقاذ المرضى.
لمعلومات أكثر عن الأنماط المختلفة من المستشفيات والخدمات التي تقدمها. انظر : المستشفى.
في العيادات. تقدم العيادات رعاية طبية أولية لمرضى العيادات الخارجية ـ وهم المرضى غير النزلاء بالمستشفى. وتعد بعض العيادات جزءًا من المستشفى. وتُدار عيادات أخرى بأطباء يعملون في مجموعة أو تديرها منظمات من المجتمع. ويشمل طاقم بعض العيادات كلاً من الاختصاصيين والأطباء العموميين، وتضم عيادات أخرى اختصاصيين فقط. يتوفر لبعض المجتمعات أنماط محددة من العيادات التخصصية، مثل تلك التي تشخص وتعالج مرض السكري أو الأمراض النفسية أو الجنسية.
في دور رعاية المسنين. تضم كثير من دور رعاية المسنين ـ بين هيئة العاملين بها ـ ممرضات محترفات. وهن يستقبلن المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية لمدة 24 ساعة متواصلة، والذين لاتستدعي حالاتهم الإقامة بالمستشفى. ويزور الأطباء المرضى بصفة منتظمة. ويُمتلك الكثير من دور رعاية المسنين ملكية خاصة.
في المنزل. يحتاج بعض المرضى إلى عناية طبية مستمرة. وهي مختلفة عن الرعاية المتواصلة، التي تُعطى لمدة 24 ساعة في المستشفيات أو بيوت التمريض. وتتكفل مختلف وكالات الخدمات الصحية والسلطات المحلية وبعض المستشفيات بتقديم برامج رعاية منزلية لهؤلاء الناس. وتقدم البرامج أنماطًا محددة من العلاج والرعاية التمريضية.
تحسين نوعية الرعاية الطبية
توفير الرعاية الطبية في الدول النامية يتطلب التغلب على مشكلة المسافات الشاسعة والنقص في الأطباء. ينتقل الفريق الطبي الذي يظهر على اليمين إلى مناطق نائية في بورنيو بوساطة طائرة مروحية. وعلى اليسار عامل طبي مدرب تدريبًا خاصًا يجري اختبارًا للملاريا في الكاميرون.
دور المنظمـات الطبيـة. يقـوم عدد مـن المنظمات الوطنيـة والدوليـة بتحســين نوعيـة الرعاية الطبية. وتشجع هــذه المنظمات التعليــم الطـبي والبحوث، وتســاعد على توحيد مقاييس الممـارسة الطبية، كمــا تقوي قواعـد السلوك المهني.
تُعتبر منظمة الصحة العالمية المنظمة الطبية العالمية الرئيسية. وهي تشجع برامج الصحة العامة، وتبادل المعرفة الطبية، كما تتفانى في تحسين نوعية الرعاية الطبية في الدول النامية بوجه خاص.
تفتقر معظم الدول النامية إلى المهنيين والإمكانات المتاحة في مجال الرعاية الصحية، وبخاصة في المناطق الريفية. ويقوم أشخاص مدربون تدريبًا خاصًا بتقييم مشكلات الصحة المحلية، آخذين في الاعتبار البيئة والمناخ والتغذية وانتشار المرض. وتشمل برامج الرعاية الطبية توفير الأطباء والممرضات وزيارة العيادات والوصول إلى المستشفى. ويدرَّب مساعدو الرعاية الصحية المحلية كي يقوموا بواجبات منتظمة كثيرة. وتُعتبر حملات التطعيم ورعاية النساء الحوامل وتوفير الماء النظيف بعضًا من الخدمات المقدمة لمساعدة الناس على إبقائهم أصحاء.
الصحة للجميع. في عام 1978م، التقت وفود منظمة الصحة العالمية المرسلة من 134 دولة في آلما ـ أتا بمنغوليا لمناقشة الصحة العالمية. بعد ملاحظة التوزيع غير المتكافئ بالنسبة للرعاية الصحية، صرح المؤتمرون بأن أحد أهداف المؤتمر هو الصحة للجميع بحلول عام 2000م. ويهدف هذا إلى تحقيق مستوى صحي يسمح لكل الناس بالتمتع بحياة مثمرة اجتماعيًا واقتصاديًا.
وتتَّبع دول متباعدة، مثل بنغلادش وكندا وفنلندا وتايلاند والمملكة المتحدة، مبادئ الصحة للجميع. وتأخذ المجتمعات على عاتقها مسؤوليات الرعاية الصحية الذاتية لهم. ويَكْفُلْ الدستور المكسيكي الآن الرعاية الصحية كحق من حقوق مواطنيه. وفي الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما، توفر الحكومة البرامج الصحية الراقية لجميع أفراد الشعب. وتهتم الجهات الصحية بمبادئ الصحة للجميع.
دور الأبحاث الطبية. يعتمد التقدم الطبي بدرجة كبيرة على فاعلية البحث الطبي. ويسعى الباحثون الطبيون من أجل زيادة معرفتنا عن :
1- كيفية عمل الجسم السليم. 2- كيفية إصابته بالمرض. 3- كيفية منع المرض أو الشفاء منه.
يعمل بعض الباحثين الطبيين كأطباء، بينما يعمل الآخرون مجرد باحثين علميين. ويجري معظم البحث الطبي في مختبرات، ولكن الأطباء أيضا، قد يجرون أبحاثًا وذلك بملاحظة مجموعات من المرضى.
تعطي معظم الاكتشافات الطبية إشارات لحل جزئي لمشكلة ما من المشكلات العويصة ؛ ولذلك فإن المشكلة تُحَلُّ فقط بعد سنوات عمل لأفراد كثيرين. بيد أن الباحثين قد يتوصلون إلى اكتشافات مثيرة في بعض الأحيان. فقد كان اكتشاف لقاح شلل الأطفال، الذي حققه الباحث العلمي الأمريكي جوناس إدوارد سالك في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، أحد الأمثلة البارزة للاكتشافات المثيرة. للمزيد من المعلومات عن البحث الطبي انظر: العلم.
التعليم الطبي. تتشابه معايير ومتطلبات التعليم الطبي في كل دولة على امتداد العالم غالبًا. وتتطلب الدراسات الطبية مطالب كثيرة جدًا، منها تعلم قدر كبير من المعلومات في وقت محدود. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يكتسب الطلاب المهارات المطلوبة لإجراء فحص طبي والحصول على تاريخ المريض. وبعد اكتساب خبرة الكشف السريري للمرضى، يستطيع المتدرب تطبيق المعرفة النظرية على مشكلات الناس.
يبدأ كل طلاب الطب تعليمهم في الجامعة. وخلال خمس إلى سبع سنوات في الجامعة، يرتقي الطلاب عبر العلوم الأساسية (الأحياء والكيمياء والفيزياء) وتركيب ووظيفة الجسم (التشريح وعلم وظائف الأعضاء، والكيمياء الحيوية) وعمليات المرض (علم الأمراض وعلم الكائنات الحية الدقيقة). وفي سنوات الدراسة السريرية الأخيرة، يكتسب الطلاب خبرة ملاحظة المرضى في المستشفيات والعيادات.
ينتهي التدريب الأساسي بقضاء فترة تخصص في المستشفى لمدة عام واحد، وذلك بالعمل في تخصصات مختلفة. وتشمل هذه التخصصات: الطب العام والجراحة والتوليد وأمراض النساء وأمراض الأطفال، وبعد التخرج يُمنح الأطباء المؤهلون الجدد حق الدخول في السجل الطبي الوطني، الذي يرعاه مجلس طبي تؤسسه الحكومة، وهو معين من قبل أعضاء المهنة كلهم.
يجري مزيد من التدريب النظري والسريري، عادة في مستشفيات تعليمية، حيث يُمكِّن أعضاء هيئة التدريس والإمكانات المتقدمة طلبة الدراسات العليا من التخصص في أحد فروع الطب.
وهناك كليات وزمالات تمثل التخصصات الكبرى. وهي مؤلفة من الأعضاء الرواد في مجال مهنة الطب. وتحافظ هذه الهياكل المستقلة على المستويات الطبية القياسية، وذلك بإجراء امتحانات للمتقدمين الذين قد أكملوا تدريبهم التخصصي، كما تعزز البحث، وتمثل منتدى يتبادل فيه اختصاصيون من مختلف أرجاء العالم المعلومات والأفكار.
أخصائي عيون يقوم بفحص نظر أحد المرضى بوساطة أحدث الأجهزة الإلكترونية لفحص العيون.
التخصصات. ظل التخصص في الطب قائمًا عبر العصور. فقبل القرن الثامن عشر الميلادي كان الأطباء يتلقون تعليمًا مهنيًا بالجامعة، بينما كان الجراحون مهنيين، يقضون فترة تأهل للمهنة. ولقد اختفى هذا التميز بتأسيس المستشفيات، وأخيرا اعتمدت المهنتان تدريبًا أساسيًا واحدًا. وحينما أصبح الأطباء قادرين على علاج حالات كثيرة، ركزوا اهتماماتهم على أضيق المجالات.
الطب هو تشخيص وعلاج المرض في البالغين. ويحدد كثير من الأطباء مجال ممارستهم بالتركيز على أحد أجهزة الجسم، مثل الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء)، أو جهاز الغدد الصماء (مبحث الغدد الصماء) أو جهاز المناعة (مبحث المناعة).
الجراحة العامة تشمل عمليات جراحية لأعضاء وأنسجة كثيرة. يعالج اختصاصيو الجراحة العامة حالات مثل التهاب الزائدة الدودية والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي.
في طب الأطفال يقدم الطبيب المختص الرعاية الصحية اللازمة، وفي الصورة يقوم طبيب أطفال بفحص طفل مريض.
طب الأطفال يختص بالرعاية الصحية للأطفال تحت سن 15 سنة. ويُعتبر مبحث المواليد تخصصًا فرعيًا جديدًا مهمته رعاية المواليد المرضى وخصوصًا الأطفال الخدّج.
طب الشيخوخة يختص بالمشكلات التي تحدث في الشيخوخة، ورعاية المسنين.
الطب النفسي يختص بتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها ومنع حدوثها.
طب المجتمع يغطي صحة المجتمع والمؤثرات التي تؤثر في جميع السكان، مثل التغذية والبيئة وتوفير الرعاية الصحية.
الطب العام هي الإشراف على صحة أفراد الأسرة من كل الأعمار. ويهتم الأطباء العموميون بالرعاية المنزلية والطب الوقائي.
الطب الإشعاعي هو استخدام الأشعة السينية في تشخيص وعلاج الأمراض.
علم الأمراض يتناول دراسة التغيرات التي تسبب المرض، أو الناتجة عن عمليات المرض. ويقوم اختصاصيو علم الأمراض بفحص عينات من الدم وسوائل الجسم والأنسجة تحت المجهر. وهم يراقبون الاختبارات المعملية، لتحديد ماهية المرض الموجود، أو كيفية تأثيره في الجسم.
التخدير تخصص واسع المجال. يقوم أطباء التخدير بإعطاء عقاقير التخدير الموضعية والعامة وقت الجراحة، كما يراعون حالة المريض خلال العملية الجراحية. ويركز بعض أطباء التخدير على مجالات، مثل جراحة الأعصاب أو التوليد، بينما يعمل آخرون في عيادات الألم أو وحدات العناية المركزة، إلى جانب واجباتهم الجراحية.
التوليد يشمل رعاية المرأة الحامل والجنين قبل مولده، والمولود ابتداءً من مرحلة الولادة وحتى فترة مابعد الولادة مباشرة.
مبحث أمراض النساء يشمل تشخيص وعلاج أمراض الأعضاء التناسلية للأنثى.
مبحث أمراض القلب يغطي تشخيص وعلاج أمراض القلب والجهاز الدوري. يجري أطباء القلب العلاج الطبي، بينما يقوم جراحو القلب والصدر بإجراء عمليات في القلب والرئة والأوعية الدموية الكبيرة.
مبحث الأعصاب يختص بعلاج أمراض الأعصاب السطحية والحبل الشوكي والدماغ. ويقوم جراحو الأعصاب بإجراء العلاج الجراحي لأمراض الجهاز العصبي.
مبحث أمراض العيون هو دراسة العين وتشخيص وعلاج أمراض العيون.
مبحث الأذن والحنجرة يُعرف أيضًا باسم تخصص الأذن والأنف والحنجرة، ويتناول تشخيص وعلاج أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
جراحة العظام والمفاصل وهو فرع من فروع الجراحة يختص بأمراض أو تمزقات العظام والمفاصل.
اختصاصيو الأمراض الروماتيزمية (الرثوية) هم أطباء يشخصون ويعالجون أمراض المفاصل والعضلات والأربطة والأوتار. انظر : الرثويات، مبحث.
الجراحة التقويمية وتجديد الأعضاء تختص بتجميل أجزاء الجسم التي أُتلفت بحادثة أو مرض، كما تختص بالتغيرات المظهرية في أجزاء الجسم. ويتخصص جراحو الفك والوجه في الرأس والرقبة.
طب الحوادث والطوارئ يتناول المرض والجرح المفاجئ وغير المتوقع. يتوفر لكثير من المستشفيات قسم لطب الحوادث والطوارئ يعالج الحالات الخفيفة والخطيرة، كما يتناول حالات الطوارئ النفسية. وتركز مراكز الإصابات على الأشخاص المصابين إصابات شديدة، وهم الذين يكونون بحاجة ماسة إلى اهتمام أحد الاختصاصيين وإلى جراحة عاجلة.
تعزيز الرعاية الصحية. يشترك العديد من الأشخاص في الرعاية الطبية، إما بتعزيز الصحة ومنع العجز أو برعاية المرضى والمساعدة في تأهيلهم. وتوفر الجهات الحكومية والممرضات ومجموعات المتطوعين التعليم الصحي والدعم الأساسي.
يقوم اختصاصيو العلاج المهني برعاية الناس، وبخاصة المسنّون ومرضى الأمراض المزمنة، الذين لديهم مشكلات ترجع إلى أنشطتهم اليومية. وقد يحتاج مرضى هؤلاء الاختصاصيين، إلى إعادة تعلمهم للمهارات الأساسية، مثل ارتداء الملابس والطهي، أو قد تحتاج منازلهم إلى تكيُّـف بسبب عجز مكتسب.
اختصاصيو العلاج الطبيعي يساعدون المرضى في التغلب على أو التعويض عن الإعاقات المكتسبة. ويتأكد الاختصاصيون الاجتماعيون بالمستشفى، وهم المطَّلعون على الأوضــاع الطبيــة والاجــتماعية للمرضى، من أن الأشخاص الذين غادروا المستشفى، تصلهم كل الخدمات الاجتماعية الضرورية. ويقدم هؤلاء الاختصاصيون المشورة للمرضى وأسرهم، كما يستطيعون إلحاقهم بمجموعات التدعيم المناسبة.
فنيون بارعون يؤدون دورًا أساسيًا في الطب الحديث، بعضهم يقوم بتشغيل معدات مستشفى معقدة، مثل جهاز الحاسوب المستخدم في التصوير الضوئي للأوعية الدموية.
توفير الدعم التقني. يتطلب كثير من المهن الطبية الهامة مهارات تقنية خاصة. فعلى سبيل المثال، يقوم التقنيون في المختبرات، بإجراء اختبارات كيميائية ومجهرية، قد يحتاج إليها في التشخيص الدقيق. ويقوم مصورو الأشعة بإعداد المرضى للأشعة السينية وبإجراء تقنيات التصوير الأخرى مثل الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي الحاسوبي والتصوير بالرنين المغنطيسي. ويقوم التقنيون أيضا بتشغيل أجهزة التصوير تحت إشراف اختصاصي طبي يُطلق عليه اسم اختصاصي الأشعة.
الرعاية الصحية المنظمة. هي رعاية غاية في التعقيد، وتشمل خدمات، مثل التعليم الصحي والرعاية الطبية بوساطة الأطباء العموميين أو المستشفيات، والرعاية طويلة المدى بالمستشفيات والمراكز النهارية والمنازل. حققت كثير من الدول الصناعية سيطرة على الأمراض المعْدية، وانخفاضًا في معدل وفيات الأطفال وزيادة في الأعمار. بيد أن أمراض الماضي قد حل محلها أمراض جديدة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان. ويعتمد تشخيص وعلاج هذه الأمراض على تقنيات متقدمة، تستطيع توفير علاج أكثر فعالية لها، إلا أنها مكلفة جدا. ويتزايد التعداد السكاني للمسنين تزايدًا سريعًا في كثير من الدول، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الرعاية الطبية.
فني يقوم بإجراء اختبارات معملية تساعد الأطباء في تشخيص المرض.
ويسلِّم الكثير من الدول بالهدف الشامل القاضي بجعل الرعاية الطبية الكافية متاحة للجميع كحق طبي أساسي. ومع ذلك فإن الطرق الحالية للتمويل، في أي صورة من صورها، لاتستطيع ملاحقة ارتفاع تكاليف الرعاية الطبية والطلب على العلاج. وتستمر هذه الأزمة في التصاعد، ولم تتمكن أي دولة من التغلب عليها بنجاح.
في الصين، وبعض الدول الأخرى يؤسَّس الطب تأسيسًا اشتراكيًا تمامًا. بمعنى أن كل الإمكانات الطبية يمتلكها الشعب، ويُنفق على كل المستخدمين الطبيين، من الاعتمادات المالية العامة، ويتلقى كل مواطن رعاية طبية بلا مقابل أو بنفقات قليلة جدًا.
وفي بعض الدول الأخرى، يؤسَّس الطب تأسيسًا اشتراكيًا بدرجة كبيرة، وتُعتبر إنجلترا خير مثال معروف، حيث تمتلك الحكومة المركزية فيها معظم الإمكانات الطبية، وتدفع أجور معظم المستخدمين الطبيين، كما توفر معظم الرعاية الطبية بلا مقابل أو بنفقات قليلة.
وفي دول أخرى كثيرة ـ تشمل معظم دول أوروبا الغربية واليابان وأستراليا ـ يُعتبر الطب اشتراكيًا بصفة جزئية، فالحكومة المركزية لا تمتلك معظم الإمكانات الطبية، ولا تدفع أجور معظم الأطباء الذين يمارسون مهنًا حرة، بيد أن لهذه الدول خطة تأمين صحي وطني توفر الرعاية الطبية المجانية، أو ترد معظم النقود التي أنفقها المريض على الرعاية الطبية. وتُمول هذه الخطة عن طريق نظام التأمين الاجتماعي في معظم الدول، وهي إجبارية للعمال الذين يشملهم التأمين الاجتماعي. ويقتضي الأمر دفع راتب محدد للأطباء المشتركين في الخطة الوطنية، بيد أنه يجوز للمرضى أن يختاروا طبيبهم أو مستشفاهم، ويتم تطبيق هذا النظام في بعض الدول العربية مثل دول الخليج العربية وخصوصًا المملكة العربية السعودية، كما يطبق هذا النظام في مصر أيضًا حيث يطبق التأمين الصحي على كافة موظفي وموظفات الدولةكما امتد أيضًا ليشمل طلبة المدارس، بالإضافة إلى أنها تكفل أيضًا تقديم الرعاية الصحية للفقراء حسب مستوياتهم.
ويُعتبر نظام الرعاية الطبية المختلطة ـ وهو رعاية صحية خاصة تُدفع نفقاتها بوساطة التأمين أو بطريقة مباشرة، مع بعض العطاء من الدولة للفقراء ـ نموذجًا في دول مثل الولايات المتحدة والهند. والخدمات الطبية بوجه عام غير موزعة توزيعًا متساويًا؛ حيث يميل الأطباء والمستشفيات إلى التركيز على المدن. فبعض الدول النامية قد لايوجد بها علاج طبي في المناطق الفقيرة الواقعة في القرى النائية. وتحاول الحكومات ووكالات المساعدات الدولية توفير خدمة لهذه القرى، بمساعدة الممرضات والمولِّدات (القابلات) والعيادات المتنقلة والتعليم الصحي المتطور للمعالجين التقليديين
نبذة تاريخية
نشر الجمجمة عملية كانت تتضمن تثقيب الجمجمة، ربما لإطلاق الأرواح الشريرة. وجدت هذه الجمجمة المنشورة وأدوات القطع المبينة أعلاه في بيرو. ويعود تاريخها إلى نحو 8000 ق.م.
في عصور ما قبل التاريخ، اعتقد كثير من الناس، كما جاء في الأساطير، أن غضب الآلهة أو الأرواح الشريرة يُسبب المرض. ولكي يشفى المريض ينبغي إشباع رغبة الآلهة، أو طرد الأرواح الشريرة من الجسم. وفي أحد العصور، أصبحت هذه المهمة واجب الكهنة الأولين الذين يعالجون المرض بالسحر.
كانت العملية الجراحية التي أُطلق عليها اسم نشر الجمجمة أول علاج جراحي معروف. وتتضمن هذه العملية استعمال أداة حجرية لتثقيب جمجمة المريض. واكتشف العلماء أحافير من تلك الجماجم يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف سنة. ومن المحتمل أن البدائيين، كانوا يقومون بإجراء هذه العملية، لإطلاق الأرواح التي كانوا يعتقدون أنها مسؤولة عن الصداع والأمراض العقلية والصّرع. ومع ذلك، فإن عملية نشر الجمجمة كانت تسبب الراحة في بعض الحالات. ومازال هناك جرّاحون يمارسون هذه العملية لعلاج نوعيات محددة من إصابات الضغط على الدماغ.
من المحتمل أن يكون الناس فيما قبل التاريخ، قد اكتشفوا نباتات كثيرة يمكن استعمالها كأدوية، وعلى سبيل المثال، فإن استعمال قلف الصفصاف في تخفيف الألم، قد يرجع تاريخه إلى آلاف السنين. ويعلم الأطباء في الوقت الحاضر أن قلف الصفصاف يحتوي على مادة الساليسين وهي مادة تنتمي إلى مجموعة الساليسيلات، التي تُستخدم في صنع الأسبرين.
أصول في الشرق الأوسط. منذ حوالي عام 3000ق.م شرع المصريون القدماء، الذين شيدوا واحدة من الحضارات الأولى العظيمة في العالم، في تحقيق تقدم طبي هام. وكان المصري إيمحوتب الذي عاش منذ حوالي 2650ق.م، أول طبيب يُعرف بالاسم على مستوى العالم. وقد عبده المصريون كما جاء في الأساطير بعد ذلك كإله للشفاء اعتقادًا منهم أنه يشفي المرضى. انظر: إيمحوتب.
بدأ الأطباء المصريون منذ عام²500ق.م في التخصص، حيث عالج بعضهم أمراض العيون أو الأسنان فقط، بينما تخصص آخرون في الأمراض الباطنة. وأصدر الجراحون المصريون أول كتاب يبين كيفية علاج العظام المخلوعة أو المكسورة والخراجات السطحية والأورام والقروح والجروح.
ساهمت حضارات قديمة أخرى في منطقة الشرق الأوسط في التقدم الطبي. فقد ساهم علماؤها مثلاً، في إحراز تقدم في الطب الوقائي منذ حوالي القرن الثالث عشر إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث فرضوا عزلاً تامًا للمرضى المصابين بالسيلان والجذام والأمراض المعدية الأخرى، كما منعوا تلوث مياه الآبار العامة وأكل الخنزير والأطعمة الأخرى، التي تحمل المرض.
الصين والهند. طور قدماء الصينيين بعض الممارسات الطبية، انتقلت إلى وقتنا الحاضر بدون تغيير في الغالب. ولقد بني الطب التقليدي على الاعتقاد بأن للحياة قوتين، هما: ين ويانج تجريان داخل جسم الإنسان، وينشأ المرض حينما يحدث اختلال في توازن هاتين القوتين. ولاسترداد التوازن، ابتكر الصينيون ممارسة الوخز بالإبر، وذلك بوخز إبر في أجزاء من الجسم يُعتقد أنها تسيطر على جريان ين ويانج، وما زال الصينيون يمارسون طريقة الوخز بالإبر حتى الآن. ولقد اكتسبت هذه الطريقة شيئًا من الشعبية في الدول الغربية، حيث تُستخدم أحيانًا في علاج بعض الأمراض. انظر: الوخز بالإبر.
وفي الهند القديمة، أصبح نظام من نظم الممارسة الطبية، يطلق عليه اسم أيورفدا، نظامًا معروفًا، وهو يؤكد على الوقاية من المرض وعلاجه. خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، أظهر الممارسون لطريقة أيورفدا معرفة مثيرة للإعجاب عن الأدوية والجراحة، ولقد أجرى الجراحون الهنود بنجاح أنواعًا كثيرة من العمليات، منها عمليات البتر وجراحة التجميل.
رفع الأطباء اليونانيون القدماء الطب إلى مستوى علمي، وكان أبقراط (القرن الخامس قبل الميلاد) رائدًا لهذا التطور. وفي الصورة أعلاه طبيب يوناني يفحص شابًا.
اليونان وروما. بلغت حضارة قدماء اليونانيين ذروتها خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وخلال هذه الحقبة من الزمن، احتشد المرضى في المعابد مكرسين أنفسهم لإله الشفاء اليوناني أسكليبيوس ـ كما يزعمون ـ باحثين عن علاجات سحرية. بيد أنه في الوقت ذاته بدأ الطبيب اليوناني الشهير أبقراط يوضح أن للمرض أسبابًا طبيعية فقط، ولذلك فإن هذا الطبيب أصبح أول طبيب عرف بأنه اعتبر الطب علمًا وفنًا منفصلا عن الممارسة الدينية. ويعكس قسَم أبقراط، وهو تعبير عن الأخلاقيات الطبية القديمة، المثاليات السامية لأبقراط، ولكن يحتمل أن يكون هذا القسم قد تألف من عدة مصادر غير أبقراط نفسه. وتبنى الأخلاقيات الطبية الحديثة على أساس قسم أبقراط لمعرفة نص القسم، انظر: أبقراط.
خلال القرن الرابع قبل الميلاد، هزمت مدينة روما شيئا فشيئا معظم العالم المتحضر بما فيه مصر واليونان، واكتسب معظم الرومانيين معرفتهم الطبية من مصر واليونان، وكانت إنجازاتهم الطبية في مجال الصحة العامة إلى حد كبير. بنى الرومان قنوات مائية تحمل 1,1 بليون لتر من الماء العذب إلى روما يوميًّا، وشيّدوا أيـضًا جـهازًا ممتازًا للصرف الصحي في روما.
قدم الطبيب اليوناني جالينوس الذي مارس الطب في روما إبان القرن الثاني الميلادي أهم الإسهامات في الطب في العصر الروماني، وأجرى تجارب على الحيوانات، واستخدم مشاهداته في إبراز أولى النظريات الطبية المؤسسة على التجارب العلمية، ويعتبر من أجل هذا السبب مؤسس الطب التجريبي. إلا أنه نظرًا لأن معلوماته في التشريح كانت معتمدة أساسًا على تجارب الحيوانات، فلقد أبدى كثيرًا من الملاحظات الخاطئة فيما يتعلق بكيفية عمل جسم الإنسان. وكتب جالينوس كتبًا عديدة في وصف نظرياته الطبية، ولقد استرشد بهذه النظريات، الأطباء لمئات السنين، رغم أن كثيرًا منها يشوبه الخطأ.
الطب عند العرب. عرف العرب في الجاهلية طريقتين للعلاج هما الكهانة والعرافة ثم ما خبروه من عقاقير نباتية بالإضافة إلى الكي والحجامة والفصد. وكان من أبرز أطباء تلك الحقبة زهير الحميري وزينب طبيبة بني أود والحارث ابن كلدة.
علا شأن الطب العربي إبان الدولة العباسية. فقد برع الأطباء العرب في مجالات طبية عديدة كالطب الجراحي الذي أطلقوا عليه اسم عمل اليد وعلاج الحديد. ومن إسهاماتهم في مجال الجراحة أنهم كانوا أول من تمكن من استخراج حصى المثانة لدى النساء عن طريق المهبل. كما أن الزهراوي (ت427 هـ، 1035م) كان أول من نجح في إجراء عملية فتح القصبة الهوائية.
يعود الفضل إلى العرب في اكتشاف المرقّد (المخدِّر) العام، وهناك من القرائن ما يدل على أنهم كانوا أول من استعمل التخدير عن طريق الاستنشاق باستخدام الإسفنج المخدر، كما طوروا طب العيون الذي عرف لديهم باسم الكحالة، وقد برعوا في قدح الماء الأزرق من العين وكذلك أجروا عمليات أخرى لقدح الماء الأبيض (الساد). وتناول الأطباء العرب والمسلمون أمراض النساء والولادة، وضمّن ابن سينا الجزء الثالث من القانون الحادي والعشرين في كتابه القانون في الطب كلامًا مفصلاً عن أمراض النساء والولادة. ويسجل لابن الهيثم سبقه في إشارته إلى استخدام الموسيقى والإيحاء في العلاج النفسي. كما كان للعرب الفضل في فصل الصيدلة عن الطب كعلم قائم بذاته.
أما في مجال التشريح، فنجد أن ابن النفيس تمكن من اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي تجري في الرئة، وبذا مهد الطريق لوليم هارفي ليكتشف الدورة الدموية الكبرى، كما انتقد عبداللطيف البغدادي (619هـ، 1222م)، بعد أن فحص أكثر من 2,000 جمجمة، وصف جالينوس للهيكل العظمي. واكتشف الطبري أبو الحسن (ت366هـ، 976م) لقاحًا ضد داء الجرب، وكان الرازي (ت311هـ، 923م) أول من وصف الجدري والحصبة بوضوح، ويعد كتابه الحاوي سجلاً دقيقًا لملاحظاته السريرية على مرضاه. وقد حافظ الأطباء العرب والمسلمون على روح علمية صادقة تؤازرها التجربة والملاحظة فلم يعزوا الأمراض إلى تأثيرات خارجة عن النطاق الطبيعي كما فعل أطباء الحضارات التي سبقتهم الذين رأوا الأمراض عقابًا لآثام بني البشر. وقد شاعت كتابات ابن سينا والرازي وغيرهما في أوروبا خلال ما سمي بالقرون الوسطى في أوروبا وأثرت أعمالهم في التعليم الطبي فيها لأكثر من 600 سنة. لمزيد من التفاصيل انظر: العلوم عند العرب والمسلمين (الطب).
خلال العصور الوسطى في أوروبا (حوالي القرن الرابع عشر الميلادي) اكتسب الأطباء قليلا من المعرفة العلمية من معلميهم العرب. يستخدم الطبيب أعلاه كل قوته لتضميد فك مكسور بإحكام قدر المستطاع.
أوروبا العصور الوسطى اجتاحت أوروبا سلسلة من الأمراض الوبائية خلال العصور الوسطى. وبدأ تفشي مرض الجذام في القرن السادس الميلادي وبلغ ذروته خلال القرن الثالث عشر الميلادي. وفي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي تسبب تفشي الطاعون المروع، الذي يعرف الآن باسم الموت الأسود في وفاة ما يقرب من ثلث سكان أوروبا. وخلال فترة القرون الوسطى، أصاب الجدري وأمراض أخرى مئات الآلاف من الناس.
كان تأسيس العديد من المستشفيات وإقامة أول مدرسة طبية جامعية أهم الإنجازات الطبية في أوروبا خلال العصور الوسطى، وأسست مجموعات من النصارى مئات المستشفيات الخيرية من أجل ضحايا الجذام. وفي القرن العاشر الميلادي بدأ العمل في مدرسة طبية بساليرنو بإيطاليا، أصبحت المركز الرئيسي للتعليم الطبي في أوروبا. وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين أُنشئت مدارس أخرى مهمة في أوروبا. وخلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أصبح كثير من هذه المدارس جزءًا من جامعات حديثة النشأة، مثل جامعة بولونيا في إيطاليا وجامعة باريس في فرنسا.
أول دراسة علمية عن التشريح بدأت بكتاب أندرياس فزاليوس عام 1543م حول تركيب الجسم البشري - هذا الرسم من الكتاب يبين الأعصاب الشوكية
التقدم الجراحي لأمبروا باري (القرن الخامس عشر الميلادي) شمل الخياطة في قطع من القماش ملصوقة على جلد المريض بدلا من الخياطة في الجلد ذاته.
النهضة الأوروبية. ظهرت روح علمية جديدة خلال عصر النهضة الأوروبية، وهي الحركة الثقافية الكبرى التي عمت أرجاء أوروبا الغربية من عام 1300م إلى القرن السابع عشر الميلادي تقريبًا. قبل هذه الحقبة الزمنية، حددت معظم المجتمعات ممارسة تشريح الأجسام البشرية من أجل الدراسة العلمية تحديدًا قاطعًا، بيد أن القوانين التي صدرت ضد التشريح قد تراخت خلال عصر النهضة الأوروبية، ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن إجراء أول دراسات علمية حقيقية على جسم الإنسان.
خلال أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين، قام الفنان ليوناردو دافنشي بإجراء تشريحات عديدة لمعرفة المزيد عن تشريح جسم الإنسان، ولقد سجل مشاهداته في سلسلة من الرسوم شملت أكثر من 750 رسمًا، كما قام أندرياس فيزاليوس، وهو طبيب وأستاذ بكلية الطب في جامعة بادُوا بإيطاليا، بإجراء العديد من التشريحات. واستخدم فيزاليوس مشـــاهداته في كتابة أول كتــاب علمي عن علم التشريح البشري سمي حول تركيب الجسم البشري (1543م)، ولقد حل هذا الكتاب محل كتب جالينوس وابن سينا بصورة تدريجية.
أسهم أطباء آخرون إسهامات بارزة في علم الطب في القرن السادس عشر الميلادي، ولقد طور جراح فرنسي عسكري يدعى أمبروا باري في التقنيات الجراحية حتى اعتُبر أبا الطب الحديث. فلقد عارض على سبيل المثال ممارسة كيّ (حرق) الجروح الشائعة بالزيت المغلي لمنع العدوى، واستبدل بها طريقة أقل ضررًا، وذلك بوضع مرهم خفيف، ثم تركه على الجرح كي يلتئم التئامًا طبيعيًا. ولقد ركز فيليبس بارسيلسوس، وهو طبيب سويسري، على أهمية الكيمياء في تحضير الأدوية، واستنتج من كثير من الأدوية التي تحتوي على عدة عناصر أن أحد العناصر قد يبطل فائدة عنصر آخر.
بدايات البحث الحديث. قام الطبيب الإنجليزي وليم هارفي بإجراء عدة تجارب في مطلع القرن السابع عشر الميلادي لمعرفة كيفية سريان الدم في الجسم. ولقد درس العلماء، قبل هارفي ـ أمثال الطبيب المسلم ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الصغرى التي تجري في الرئة ويمر الدم خلالها إلى القلب ـ هذا الموضوع. ولكن هارفي درس المشكلة كاملة، حيث أجرى تشريحات على البشر والحيوانات، كما أجرى دراسات دقيقة على نبض الإنسان وضربات قلبه، ولقد استنتج أن القلب يعمل كمضخة تدفع الدم عبر الشرايين إلى كل أجزاء الجسـم. ولقد أوضـح أيضا أن الـدم يرجع إلى القلب عبر الأوردة مثل ما اكتشف ابن النفيس لأول مرة أن الدم يُنقَّى في الرئتين. انظر: العلوم عند العرب والمسلمين (الطب).
وصف هارفي مشاهداته في بحث عن حركة القلب والدم في الحيوانات (1628م)، ويعتبر اكتشافه عن كيفية دوران الدم نقطة تحول في التاريخ الطبي. ولقد تحقق العلماء، بعد هارفي، من أن معرفة كيفية عمل الجسم تعتمد على معرفة تركيب الجس